|
سَنَّ القواعِدَ وانتقى ساح اللّعبْ |
واخْتارَ خَصْماً والمُراقبَ قدْ جَلَبْ |
كرماً به جادوا وليسَ تَسَلُّطاً |
حُكّامُنا لا يَرْتضونَ لنا النَّصَبْ |
إنَّ اختيارَ مُمَثِّلٍ في دولةٍ |
أمرٌ ضنىً فيهِ الكثيرُمن التَّعِبْ |
دعْ عنْكَ شعبي سوفَ أكْفيكُمْ أنا |
خُذْ هذهِ خَيْرُ القوائمِ فانْتَخِبْ |
يا سيِّدي ماذا وَضَعتَ لنا هنا |
ذئبٌ وضَبْعٌ والبواقي مِنْ خَشبْ |
يا سيّدي غَيِّرْ قليلاً إنَّنا |
في تُخْمَةٍ والشَّعبُ ملَّ مِنَ اللُّعَبْ |
هاتِ الجديد فأسوأُ التّجْديدِ هُوْ |
أحلى وأفضلُ مِنْ قديمٍ قد خَرِبْ |
يا سيدي اِرْحَمْ فشعبكَ يشْتكي |
الشَّيخُ ملَّ وجُنَّ شابٌ أو هَرَبْ |
يا سيدي فاسْمَعْ لمثلي إنَّهُمْ |
لكَ زيّنوا حَجَراً لِيَبْدُوَ كالذَّهَبْ |
اُنْظُرْ هناك ترى الشقاء مُكَدَّساً |
وانْصتْ رجالاً كالثكالى تنْتَحبْ |
يا سيدي لسْنا نَرومُ كراسياً |
كرسي العيالِ لدى البسيط هُوَ الأرَبْ |
يا سيدي لسنا نتوقُ لثَرْوةٍ |
بعض الدراهمِ تجلبُ السَّعْدَ العجَبْ |
يا سيدي لسنا نريدُ زوالكمْ |
حتى تخافوا ثورةً مِمَّنْ غَضَبْ |
إنّا عَشقنا حاكماً يرْعى الورى |
لكنْ سئمنا مِنْ أكولٍ لا يَهَبْ |
يا سيدي إنَّا نريد كرامةً |
عدلاً وأمناً لا توسُّلَ بالطَّلبْ |
يا سيدي شَكْوي كَثيرٌ إنَّهُ |
عَدَدُ الدّراهمِ في الخزائنِ والعُلَبْ |
قلتُ اليَسيرَ إلى اللبيبِ إشارةً |
أما اللئيم فليسَ تكْفيهِ الكُتُبْ |
يا سيدي هلاَّ الْتَفتُّمْ لِلَّذي |
بالصَّبْرِ أفْنى العمرَ فيكمْ يرْتقبْ |
دهرًاعلى دهْرٍ ودهرٌ جاءهُ |
لم يلْقَ شيئًا غيرَ وعْدٍ قدْ كَذَبْ |
أتُراهُ يصْبِرُ دهرهُ الآتي إذاً |
طالَ الزمانُ وذا الرحيلُ قدِ اقْتَرَبْ |