يا شــــــــــــــــــام
بيني وبينكِ، لا أخطو ولا أقف
بالله كيف تراه الصبر يُقترف
مني سُرقتُ، إليكِ الحزنُ يأخذني
قسرا، ويُخطفُ قلبٌ ليس يُختطف
لا في هناك، ولا في هاهنا جسدي
روحي هناك، وفيَّ الروح ترتجف
حتى كأنكِ أمٌّ دونها ولدٌ
أو نخلة يتهاوى حولها السعف
يا شامُ صرتُ أراني في ثراكِ دما
يجري ودمعة أم ساقها الأسف
ما زلتُ أسأل عنا كل أرملة
هل متُّ قبله، أم أني له خلف؟
يا زوجَها وأباها وابنها.. عبثا
تـُرثى وأنتَ بثوب الشام تلتحف
جريئة مدنٌ تهدي لقاتلها
أبناءَها تبعا، والموتُ يَقتطِف
لله دركِ من أرض ترددهم
وقتَ العزاء نشيدا لحنُه شرف
أنتِ العروسُ بلا عرس ولا فرح
زغرودة بمقام الجرح تتصف
والله إنكِ يا شامَ الأسى مثلٌ
للصبر، حيَّر من في صبركِ اختلفوا
أيوبُ أكبرَ فيكِ الصمتَ عن ألم
أيوب جاءكِ ملء الفخر يعترف
سربُ اليمام مضاع دونما جهة
يغدو، يروح، وفيه الشوق واللهف
كم ضيَّعته رصاصاتٌ إذا حُجبت
عن بعضه، فلبعض منه تنكشف
والموت يرصدُه كالظل منعطفا
ما ضل عنه، وهذا السرب ينعطف
ها أنتِ وحدكِ لا ظهر ولا سند
خاب الذين أشاحوا عنكِ وانصرفوا
أخجلتِهم بثباتٍ عزَّ في زمن
حباتُ لؤلئه يرمي بها الصدف
رُدي علي : أمِن حقد، أمن حسد
لم يسعفوكِ، أمِن مكر به عُرفوا ؟
مرُّوا عليكِ، خُطاهم لا سبيل لها
خوفا، فكيف بهم لو أنهم قصِفوا
يا من عليكِ بكوا مينا وتورية
اليوم يُكشف عنهم زيفُ ما ذرفوا
يا شــــــــــــام
...