( وداعا .. مُرغما )
تتركني الآن أتسلق دَرَجَ المتعة وحدي ..
وداعا.
من للحمامة اللذيذة التي تتبرج أمامي بكل ألوان المشهيات ،تغازلني لأفترسها ..
وداعا .
ألم نحتفل بالأمس سويا بانتصاف عمري؟ ، والذي مَضَغْنَا
أيامه ولياليه سويا ، والآن ، وبدونك سأصبح مضغة تلوكني أضراس الحياة ..
وداعا .
ذهبتَ لأعاني تفلُّتَ الحروف من بين الثنايا والشفاه تفلُّتَ الماء
من في السقاء ، حتى ما عادت الحروف تميز بين الإطباق ، والهمس ، و .. .....
وداعا .
من ذا الذي يضبط تلاوتي الآن؟ .. من ذا الذي يوقف ضحكات الأطفال على هذيان نطقي ، وتورم حرفي؟ .. وداعا .
لا أظن ( الأمريكاني ) ، أو ( الصيني ) يمكنهما ملأ الفراغ الذي خلَّفته ..
وداعا .
وداعا .. كلَّ لحظة ألمٍ أسهرت بها ليلي ، وأقلقت بها مضجعي ، وعلقت بها مُخِّي بين السقف والأرض ،
وأشعلت بها آهاتي لتحرق كل من ، وما حولي .. وداعا .
وداعا .. سوادَك ، ورائحتَك اللذين كمَّما فمي ، أخرساه في كل لقاءاتي ، واجتماعاتي ، حتى الحميمية منها ، فهجرتْنِي البسمة ، وسكن قسماتِ وجهي الجمود ، والتأفُّف ، وأذبلتَ بشرتي ، واقتلعتَ عينيَّ ، وزرعتَ مكانهما كرتين من دم ، فكنتُ أدفن وجهي في قبر الحرج خوفا أن تتلقفني نظرات الإشفاق من البعض ، وتركلني نظرات الهمز ، واللمز من البعض
... وداعا مرغما
... وداعا مرغما
... وداعا مرغما
( و ضِرْسٌ خُلعْ .. خيرٌ مِنْ وَجــِـع )
=================================
تمت بحمد الله ، والله من وراء القصد
بقلم /محمد محمود محمد شعبان ( حمادة )
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية