|
والله إني سادتي لحزينُ |
مما يحاك .. فإنها لفتونُ |
يأتي بها الأعداء كي ما تبتدي |
فينا بآلام الخلاف طعونُ |
وتدب فينا بالخصام مصائب |
فيها تُدَك وشائج وحصونُ |
وتضيع منا نيراتُ روابط |
بين القلوب .. مسامعٌ وعيونُ |
ونعيش بالهجر الشنيع بوحشة |
تطغى بإفك الحادثات شجونُ |
مصر الحضارة نيلُها بتشوّق |
للنور تحمل منتهاه متونُ |
من موطن الحرمين جل مقامه |
وله بإجلال الوداد حنينُ |
من كل أفئدة الكرام صبابةٌ |
يهوون فيهم لهفةٌ ويقينُ |
حبا لأرض أشرقت بضيائها |
وبها تطيب خوافق وشؤونُ |
منذ القديم ترسخت وتأكدت |
أشواق مصر لأرضها .. فقرونُ |
مرت و(هاجر) في حماها بالصفا |
تسعى وطفلٌ يعتريه أنينُ |
والله يعطيها العطاء بفضله |
من ماء زمزم بالعطاء يكونُ |
وتمج شهدا دافقا لمن ارتجى |
برءا .. طعاما .. فالعظيم معينُ |
من مصر جاءت بالمحبة هاهنا |
بالبيت حَسُنت في الكريم ظنونُ |
فنمى لديها الإرتباط بموطن |
للخير أُنْزِلَ في حماه الدينُ |
فيه العقيدةُ والشريعةُ والهدى |
والفرضُ والآيات والمسنونُ |
مازال يشرق نوره بمواهب |
فيها بيانٌ للأنام مبينُ |
وبه علاءٌ بالرسوخِ مؤكدٌ |
فخمٌ سني بالبهاء رصينُ |
وله المحبةُ بالفؤاد تخللت |
روحا ويجرى بالوداد وتينُ |
نحو الرياض بها الجزيرة زُيَّنت |
بالروض تنبع بالنماء عيونُ |
أيهون ذلك كله بتصرف |
من قلة فيها استبد جنونُ ؟! |
بإساءة هوجاء زاغت وانتشت |
بالشر تعميها هناك مجونُ |
إن الذين تجرءوا واستهزؤوا |
لهمُ الشرارُ بالاختلال أُهينوا |
بتصرفات باللجاجة أمعنت |
بتهور فيه انتشى الملعونُ |
إبليسُ يفرح بالوقيعة بيننا |
وله بتمزيق الصلات لحونُ |
وله بتأجيج العداوة مرتعٌ |
بالنار فيها يبتدي التدخينُ |
فمن استجاب لهمزه وللمزه |
فهو الذي بالمنكرات مهينُ |
وبه هراء سيء مستهجن |
فيه استقر المخطئ المفتونُ |
يا من أسأتم للوشائج إنكم |
بكمُ غباءٌ بالعَمَى مدهونُ |
مهلا فإنا بالإخاء وبالوفا |
فينا التصافي بالقلوب متينُ |
أرض الكنانة والرياض ومكة |
ومدينة بهم الصفا المقرونُ |
بالحب طبعا طاهرا متدفقا |
ولهم وفاق بالفخار رهينُ |
يا من أسأتم للعلاقة بيننا |
خبتم وفيكم بالوجوه الطينُ |
إنا سنبقى بالتلاقي دائما |
مهما توالت بالزمان سنونُ |
فلأهل كعبة ربنا بقلوبنا |
حبٌ صدوقٌ بالفؤاد مكينُ |
ولأهل طيبة والرسول بروضها |
منا هوانا للحبيب ظعينُ |
ولأهل مصر محبة فيكم نمت |
بقلوبكم فيها النقا المسكونُ |
والله يحفظكم بحفظ شامل |
أهلَ المكارم بالتسامح كونوا |
فبكم تصافح أخوة وعشيرة |
ولكم سلوك بالحياة رزينُ |
وسحابة الصيف التي كانت هنا |
مرت وخاب بمحتواه قرينُ |
يرجو لنا الهجران .. هيهات الجفا |
ولنا بآلاء الإخاء فنونُ |
ولنا بتاريخ التلاقي خافق |
بوفاقه الوافي الجميل حنونُ |
وبنا العروبة ترتقي برقيها |
عز به للمسلمين عرينُ |
وبنا لأمتنا المفاخر والعلا |
وسموها والمرتقى الموزونُ |
ولها بوحدتنا انتصارٌ باهرٌ |
بسجل تاريخ لنا مخزونُ |
سنظل يا أهل المكارم أخوة |
مهما تطاول مجرمٌ مجنونُ |
مصري سعودي دائما بمحبة |
فيها التصافي للوصال ضمينُ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما لاح بالبدر المضيء سكونُ !! |