إحياءا لذكرى الكاتب الروسى الشهير ليو تولستوى وصل نحو 90 من اقاربه الى مسكنه الريفى جنوب موسكو.. جاء هؤلاء الاحفاد من اوروبا وامريكا وسائر بلاد العالم وهم يحتفلون بمرور 150 عاما على نشر اول رواية له
وقد نظم المشرفون على الاحتفال اسبوعا من العروض لمشاهدة الحياة الريفية التى عاشها تولستوى والانشطة التى سادت فى عصره
وكان تولستوى قد مات عن 11 ولدا وبنتا وتحول هؤلاء فى 150 عاما الى عشرات الاحفاد وابناء الاحفاد
وحين كبر هؤلاء الاحفاد انتشروا فى ارجاء الارض وها هم يعودون الى زيارة المنبع الاصلى الذى ولدوا فيه وتربو فى ظلاله
ويعتبر تولستوى واحدا من اعظم كتاب الرواية فى العالم وفى هذا المجال تعلو هامة تولستوى علوا لا ينافسه فيه احد سوى ديستويفسكى ومن اشهر اعماله التى تركها رواية الحرب والسلام ورواية أنا كارنينا ورواية الحاج مراد ومذكراتهالشخصية سواء فى صباه او فى شيخوخته وقد عاش تولستوى 82 عاما وكانت له عادة ان يبدأ كتاباته بثلاثة حروف غامضة هى (أ - ب - ح ) وتفسيرها كان أذا بقيت حيا
يقول تولستوى عن الموت ان معظم الاشخاص عندما يقاربون الخمسين يجدون فى انفسهم عنصرا من عناصر الموت فى حالة كمون وان وجود الموت بالنسبة اليهم لم يعد شيئا خارجيا تماما لم يعد مفاجأة ان صح التعبير انهم لا يرتعشون لدى هجمته الاولى خذ مثلا ديستويفسكى الذىربط الى عمود الاعدام وقد عصبت عيناه وراح ينتظر طلقات الرصاص التى ستضع حدا لحياته ثم انقذه الله تعالى فى اللحظة الاخيرة ..
لم يقاتل تولستوى لاستبعاد فكرة الموت عن خياله انما سعى الى ادخال الفكرة فى وجوده وصهر الفكرة بشعور حياته مستهدفا بذلك الاعتياد عليها.. لقد تغلب تولستوى على ذعره عندما جعله موضوعيا لقد ابعد عنه الموت والخوف من الموت بتجسيدهما فى مخلوقات اخرى فى اشخاص مؤلفاته وهكذا فإن ماكان فى البدء يسعى الى سحقه فيما يبدو قد امسى الان يفيده فى مضاعفة عمق الحياة