تحت عنوان ( الثقافة العربية والمهجر ) كانت مقالة للدكتور سمير العمري في مجلة مدارات الثقافية والتي تصدر عن وزارة الثقافة وقد تألق فيها أميرنا قولا وفكرا
حيث تحدث بسمو حرفه وبهاء فكره عن أدب المهجر بمفهومه الاصطلاحي وقام بتصحيح المفاهيم السائدة التي تتداعي لبعض الأذهان
وأقتبس لكم تلك العبارة آملة أن بتكرم أميرنا بنشر المقالة ليحظى الجميع بتلك الفرصة العظيمة لقراءتها
يعتبر الاغتراب في مقابل الهوية العنوان المؤطر لإشكالية اندماج النخب الثقافية في المهجر , ودورها في رسم المشهد الثقافي بآثاره السياسية والاجتماعية والفكرية في الوطن كما في الدول المستضيفة , حيث لامناص من الانطلاق هنا من فهم الهوية باعتبارها الأنا , ولا يتحقق هذا الفهم إلا بمعرفة الآخر الذي يوصل فهمه بما يشكل مما ليست الأنا عليه لتجذير فهمها لما هي عليه وبالتالي معرفة الذات والهوية , إذ لا يكون فهم الذات أبداً معزولا عن فهم الآخر لأن المفارقة بينهما تحدد واقع الأنا وترسم تطلعاتها , ولعل هذا ماكان وراء نشاط النخب الفكرية في المهجر منذ الدفعة الأولى بدايات القرن الماضي ’ لإنشاء مراكز ثقافية تجمعهم وطباعة صحفهم , ورسم صورتهم الثقافية الممتدة الجذور في أوطانهم ومجتمعاتهم الأصلية , فالاغتراب عن الوطن يزيد الجذور الممتدة فيه رسوخا , بينما ترتفع الأغصان في سماء المهجر مماثلة الجذور في شكلها وطبيعتها , في محاولة لتشكيل الذات بهويتها بملامح تستقي التضاد والتمايز عن الآخر رفضا للذوبان فيه , ولعل هذا ماجعل المثقف في المهجر يعاني من حالة الاغتراب عن محيطه فيما يزعم بعض المفكرين أنه ناشئ عن عجزه عن أن يكون إنسانا كونيا متحررا من عقدة كونه ممثلا لحضارة الوطن , في مقابل الآخر الذي يعيش ضيفا لديه , وهو ملا بد منه في الواقع لكي يصبح تكليفه المباشر أو غير المباشر بتمثيل الثقافة العربية واعتباره جسر التواصل الثقافي وبوابة تسويق الثقافة العربية وترويجها
نتمنى لك أميرنا دوام التوفيق والتألق
وندعو الله أن يحفظك فهو خير حافظ
تحاياي