جَمَلٌ يُخاطبُ حاديًــا في خَلـــوَةٍ
.................... يَشْكُوْ إِلَيْهِ تَعَدُّدَ الأَسْفَـــارِ
وَيَقُوْلُ آخَرُ : قَدْ أَرَانِيْ هَالِــكاً
.................... مِنْ كَثْرَةِ الأَحْمَالِ بِالْقِنْـطَارِ
وَيُضِيْفُ ثَالِثُهُمْ : لَعَلَّ تَبَـرُّمِيْ
.................... عَطَشٌ , وَقِلَةُ هَامِلِ الأَمْطَـــارِ
وَكَذَاكَ رَابِعُهُمْ يُبَرِّرُ سُخْطَــهُ
.................... بِالْجُوْعِ , فِيْ الإِبْكَارِ , والأَسْحَــارِ
فَإِذَا بِخَامِسِهِمْ يَلُوْذُ بِصَمْتِـهِ
.................... مُتَعَجِّباً مِنْ وَاهِـنِ الأَعْـــذَارِ!
فَيَقُوْلُ حَادِيهُمْ : علامك صامتا
.................... لاَ تَشْتَكِي كَبَقِيَّةِ الْفُجَّــارِ؟
فَتَرَقْرَقَ الْدَّمْعُ الْهَتُوْنُ بِجَفْنـِهِ
.................... وَبَكَىَ بُكَاءَ الْحُرِّ مُسَّ بِعَـارِ
وَأَجَابَ :يَا صَاحِ الَّذِيْ هُوَ شَاغِلِيْ
.................... غَيْرُ الَّذِيْ نُبِّئْتَ مِنْ أَخْبَـارِ!
لاَ أَشْتَكِيْ عَطَشاً , وَلاَ جُوْعاً , وَلاَ
.................... ثِقَلَ الْدُّرُوْبِ , وَكَثْرَةَ الْتَّسْفَـارِ
بَلْ أَشْتَكِيْ حَالَ الْقَوَافِلِ تُبَّعَـاً
.................... مَرْبُوْطَةً كُرْهَاً بِذَيْلِ حِمَــارِ!
فَإِذَا رَأَيْتَ الْرَّكْبَ ذَاكَ دَلِيْلُهُمْ
.................... لاَ غَرْوَ , تِلْكَ غَرَائِبُ الأَقْـدَارِ!
إِنْ أَقْبَلَتْ " لاَ شَيئَ يُمْسِكُ غَيْثَهَا "
.................... لَكِنَّ تِلْكَ - عَلاَمَةُ الإِدْبَــارِ!!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
*** ونشرت في جريدة الخليج -الشارقة- بتاريخ 4/5/1989م. وألقيت في الأمسية الشعرية العربية السويدية والتي شاركتني بها الشاعرة السويدية سوزانا سنكلير SUSANNE SINCLAIR
مع تحيات
جمال حمدان