خمسٌ وأربعون فائدة من كتاب (دفاع عن البلاغة ) لأحمد حسن الزيات
إضاءة :
المؤلف : هو أحمد حسن الزيات (1905 – 1968م ) أديب ناثر .ولد بقرية كفر دميرة القديم بطلخا من أعمال محافظة الدقهلية في مصر , وتلقى مبادئ تعليمه الأولى في طلخا , ثم رحل إلى القاهرة , والتحق بالجامع الأزهر وتلقى فيه علوم العربية والدين , وكان يتابع دروسا خاصة في اللغة الفرنسية مكنته بعد سنوات من الالتحاق بمدرسة الحقوق الفرنسية في القاهرة . وبدأ يشتغل بتدريس الأدب العربي وعلوم التربية في بعض المدارس الأهلية , ودرس الأدب العربي في المدرسة الأمريكية بالقاهرة , ثم دار المعلمين ببغداد . وأصدر مجلة (الرسالة) , ثم إلى جانبها ( الرواية ) وانتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة , وعين في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية بالقاهرة , وعضوا بالمجمع العلمي العربي بدمشق , ونال جائزة الدولة التقديرية , وانقطع إلى تحرير مجلة الأزهر وتوفي بالقاهرة صباح الأربعاء في 16 ربيع الأول 1388هـ 12 حزيران 1968م وحمل إلى قريته ودفن فيها . من آثاره : العراق كما عرفته , تاريخ الأدب العربي , وحي الرسالة في أربعة أجزاء , في أصول الأدب , في ضوء الرسالة , دفاع عن البلاغة .(1)
الكتاب : دفاع عن البلاغة , صدر لأول مرة في عام 1945م , وطبع مرة ثانية في عام 1967م عن دار الكتب , بتقديم الدكتورة : نعمات أحمد فؤاد .
ناقش المؤلف فيه عدة مواضيع :
1- أسباب التنكر للبلاغة
2- البلاغة بين الطبع والصنعة وبين القواعد والذوق
3- حد البلاغة
4- آلة البلاغة
5- الذوق
6- الأسلوب
7- هل هناك مذهب جديد .
يقع الكتاب في 178 صفحة من القطع الصغير .
(1) معجم المؤلفين , عمر رضا كحالة , مؤسسة الرسالة , ج1 , ص121 , ترجمة رقم : (919)
وهو كتاب شائق وانصح بالاطلاع عليه ككتاب أو في الشبكة العنكبوتيه..فبه من الفوائد الجمة ومنها.أقتطف لكم ما يلي:
1-البلاغة كسائر الفنون طبيعة موهوبة لا صناعة مكسوبة . فمن حاول أن ينالها بإعداد الآلة وإدمان المزاولة وطول العلاج
وهو لا يجد أصلها في فطرته , أضاع جهده ووقته فيما لا رجع منه ولا طائل فيه . ص25
2-الناس كلهم يتكلمون ولكنهم ليسوا جميعا خطباء . والمتعلمون كلهم يكتبون ولكن لا يستطيعون أن يكونوا كلهم بلغاء . والرسم مادة مقررة في مدارس الدنيا ولكنها لا تخرج في كل حقبة غير رفائيل واحد . والموسيقيون ألوف في كل أمة ولكن الذين يستطيعون أن يؤلفوا رواية غنائية نفر قليل . ص26
3-فمتى بريء المجتمع من أمراض الضعة فجنح للقوة وطمح للكمال ظهرت الأصالة في فكره , والمتانة في خلقه , والسلامة في ذوقه , وحينئذٍ يتكون الرأي الأدبي العام , وهو وحده الذي يراقب ويحاسب , ويؤيد ويعارض, فلا تجوز عليه دعوى , ولا ينفق فيه زيف , ولا يظفر به مئوف . ص23
(ينفق : يروج , المئوف : ما آصابته آفة
4-وقد يخدع المرء عن طبعه فيظن نفسه كاتبا وهو معلم أو فيسلوفا وهو صوفي , أو مؤرخا وهو صحفي , أو شاعرا وهو عروضي , أو ناقدا وهو هجاء , أو قصصيا وهو حكّاء , أو وصافا وهو محلل . ص27
5-علم البيان هو الجزء النظري من فن الإقناع , والبلاغة هي الجزء العملي منه : هو ينهج الطرق وهي تسلكها , وهو يعين الوسائل وهي تملكها , وهو يرشد إلى الينبوع وهي تغترف منه . ص296
6-البلاغة التي أعنيها وأدفع عنها هي البلاغة التي تحدى بها القرآن أمراء القول في عهد كان الأدب فيه صورة الحياة وترجمة الشعور وعبارة العقل . هي البلاغة التي لا تفصل بين العقل والذوق , ولا بين الفكرة والكلمة , ولا بين المضمون والشكل , إذ الكلام كائن حي , روحه المعنى وجسمه اللفظ , فإذا فصلت بينهما أصبح الروح نفسا لا يتمثل , والجسم جمادا لا يحس . ص31
7-إن البلاغة بمعناها الشامل الكامل ملكة يؤثر بها صاحبها في عقول الناس وقلوبهم من طريق الكتابة أو الكلام . فالتأثير في العقول عمل الموهبة المعلمة المفسرة , والتأثير في القلوب عمل الموهبة الجاذبة المؤثرة , ومن هاتين الموهبتين تنشأ موهبة الإقناع على أكمل صورة . ص34
8-والبلوغ إلى قرارة النفوس من أخص صفات البليغ في كل ما يكتب . فلو أن كاتبا وقع على طائفة من الحقائق , أو حصل على مجموعة من الوثائق , ثم حققها ونسقها وأداها في أجمل لفظ وأجود صياغة , ولكنه لم يبلغ بها كنه القلوب كان حريا أن يُنعت بما شاء من النعوت إلا البلاغة . ص38
9-الوظيفة الأولى للبلاغة هي الإقناع من طريق التأثير , والإمتاع عن طريق التشويق , ولذلك كان اتجاهها إلى تحريك النفس أكثر , وعنايتها بتجويد الأسلوب أشد . ص39