|
يا أيها العــــربي لا تنُـــح جزعا |
إن الجــزوع على المقتول ذو وزرِ |
امسح دموعك، ليس الـدمــع ذا أثر |
وليس يُدفع جيــش المـوت بالـعَبَرِ |
امسح دموعك، ليست تتقــي حُمــما |
تردي وتحرق بيت الـعز، فاستــترِ |
ليست دموعك تحيي أمــة شَـــرعَت |
فيها المنونَ أيادي الظـلم لا القـدر |
إن كان دمعك يجدي فامتــطهْ فرسا |
وادْعُ النحيبَ سلاحا، واسـعَ، وانتصرِ |
يا أيها العربي المستكــيـــن متـى |
يُمحى بقلبك شـؤمُ الهــون والخــوَرِ |
متى تقول فيكسو القــولَ فعلـــكمُ |
صدقا، ويُلفَى جريءُ القول في الأثر |
حَتَّام تبـــدع حـــزنا كل نــازلة |
تخفي به الهونَ خلف الحرص والضجر |
أقصر عن الوهم، لا يغترَّ ذو شـرف |
فإن ذا الـــحزنَ مالُ الثـــائر الأشِر |
لا تـــوهمُن رجـــــالا أنكم أســد |
فالأسد تخشى ولا تضغى لـدى الحذر |
أهلي بسوريةٍ أزرى الـــــدعي بهم |
ودمعكم كفـــنٌ، والجـبن كالــحُفــرِ |
بئس الحماة؛ أناس لا ســـلاح لــهم |
يوم الكــريهة غير الـــنَّوح والزفر |
°°°° |
°°°° |
يا أيها العربي: استحيِ حين تـــرى |
سيل المـــنايا على الأحـرار كالمطر |
طفل أحــاط به المـــوتى، وأدمـعه |
تـــجري دما يلـــعن الجلاد في خفر |
شيخ أمات به خوف الـــــردى زمن |
للثكل فـيه يد شـــدت على الـــوتر |
أُمٌّ، تقطـــــعها أيدي الردى مزقا |
في كل يوم تــفي للــــموت بالنذر |
يستصرخون، ولو كان الألى سمعوا |
أهلَ المــروءة هبـــوا هــــب مقتدر |
هبوا بُكِيا، يرون الدمع منــتـــصرا |
يا ســوء منقــــلب في شـــر مدَّخَر |
ليس البكاء إذا نار الـردى استـعرت |
تطــفي ســـواجمه مستــصغرَ الشرر |
فانكف دموعك، وامسح عنك مستترا |
نقــــع المذلة والإدقــــاع وانكسر |