|
دَالِيَّةُ الميلاد |
في مِئَة وبضعة ابيات للد. جهاد بني عودة |
ظَمَـــأ ٌ يِحِــلُّ علــى مُقــلِّ الـــــزَّاد |
يا نَبْعَةً ضَاقَتْ على الـــــوُرّاد |
ضَاقََت على َسَعةٍ وشَقَّ بُلُوغُهـــــا |
ِلَتَزاحُمِ الأقْدامِ و الأُعْضـَــــــادِ |
نَظَمَتْ وُفودِ الشِّعرِ حَولَ ضِفافِهـــا |
عَذْبَ القَصِيدِ فَراِئدَ الانْشَــــــــاد |
جَاءَت مُلوكُ الضَّادِ عَطْشَى تَرْتَجِي |
عَلَمَ البَيانِ ، مليكَ حرفِ الــضَّاد |
أدرِكْ جُموعَ المَادِحِـــينَ فَأِنَّـــــــهم |
وَقَفوا بِبَابِكَ ظَامِئينَ صَــــوَادي |
فَقَصَدْتُّ مُلْتَمِساً هُنالِـــكُ مَـــوْرِدَاً |
يَشْفِي هَجِِيراً فـَتَّ بالأَكْبَــــــــــاد |
زَاحَمْتُ كَعْبَا ً والبُصَيرِي بَعْـــــدَه |
وَفَتَىً بِمصْرَ أمِــــيرُ ذاكَ النَّادِي |
فَأََهَمَّنِي حِين ابْتَدَرْتُ فُحُولَهُـــــم |
أَنِّي بـِــــــوادٍ والفُحولُ بِـــــــوَاد |
وَتَعَثَّرَت شَفَتَايَ بِالـــفُصْحَى الَّتي |
مَا طَاوَعْتنِي عندَ مَدْحِ الــــهَادي |
فَرَجَعتُ مُنكَسِراً وَما لِيَ حِيلَــــــة ٌ |
مـن قِلَّتِي ، وَخَسَارَتِي وَكَسَادي |
فَالشِّعْرُ يُقْصِر عن بُلُوغِ مُحُمَّــــدٍ |
وَيَضِيقُ عن ذِكر ٍ وعَن تِـــــعداد |
والنَّظْمُ دُونَ كَمَالِـــــهِ وَجَمَالِـــــه |
وتَتِيــهُ فيهِ قَصَائـِـدُ القُصَّــــــــاد |
تَاللهِ مَا يَشفِي المٌحِبَّ لِشَخصِــــهِ |
مثلَ الصَّلاةِ عليــــــه والـــتِّـرْداد |
هي َسلْوَتِي وَجَلاءُ فَـــهمِي ذِكرُه |
وَزَوالُ هَمِّي في الـــحَياةِ وَزَادِي |
لَوَدَدْتُّ أَنْ أَحْيَا لِأَذكرَ أَحْمَــــــــداَ |
فَــلَرُب َّ ثنَّـــــــــــاءٍ له حَمّـــــــاد |
نَالَ الشَّفاعَةَ والرِّضا من حُبِّـــــه |
وارتادَ نحوَ الكَوثَر المُرتَـــــــــاد |
إِنِّـــي طَـــمِعْتُ بِِــــأََن أَنَــــــالَ إِذَا |
مُدَّت إلى حَوضَ الرَّسُولِ أَيَـادِي |
واللَّــــه ما يَحلو بـِـــــــذِكرِي إِنَّما |
يَحلو بِـــذكرِ مُـحَمَد ٍ إِنـــــشَادي |
فَهُوَ المُحَلَّى والمَبَّرؤُ قَبلَنَــــــــــــا |
وَهَو الجَوَادُ وفَوقَ كُلِّ جَـــــــوَاد |
يُعطِي عَطَاءاً لا يَخافُ نَـــــــــفاذَهُ |
كَالبَحرِ في سَعَةٍ وفي إزبَـــــــــاد |
هُوَ صاحِبُ الخُلُقِ العَظيمِ وحِلْمــه |
يَسَعُ السَّفيهَ وغَدْرَةَ المُتَمــــادي |
وتَفِرُّ عنهُ فَوارِسٌ فَيُعيدُهــــــــــــم |
وبِهِ تَلوذُ بَواسلُ الأجـــــــــــــناد |
فإذا تَبَسَّمَ يَستَنيرُ كَكَوكَـــــــــــــبٍ |
يُنبيكَ عن بِشرٍ وعن إسعَــــــــاد |
وإذا تَقَلَّبَ في السُّجودِ فإنَّــــــــــما |
هُوَ أعبَدُ العُبَّادِ والزُّهَّـــــــــــــاد |
قَد هَيَّجَت عندي مَشَاعِرُ والِــــــــهٍ |
ذِكرَى الحَبيبِ بَشَائِرُ المِيــــــــلاد |
أيقَظنَنِي مِن هَجعَةٍ عُِوِّدْتَُهَـــــــــــا |
فَشَكَوتُ لِلَّيلِ البَهيمِ رُقَــــــــــادي |
أرَّقنَنِي ، أرَّقنَ جِفنِي أِذ سَجَــــــــا |
فاشتَاقَ من بَعدِ الكَرَى ِلسُهـَــــاد |
كَانَت كِنانَةُ قََََبلَها مُضَرُ الَّتــــــــــي |
مِنها ابنُ فِهْرٍ أوَّلُ الـــــــــــرُّوَّاد |
فَبَنَى قُُصَيٌّ من قُرَيشٍ صَرحَهَـــــا |
ومَضَى بِها قُدُماً بِِِخَيرِ قِيـــَـــــاد |
فََخِيارُ عبدِ مَنافِها هَشَمَ الثَّريــــــــدَ |
لِقومِهِ ومُطَاعِمٌ لِلــــــــــــــــــزَّاد |
فَكَبيرُ مَكَّةَ ذَابِِحٌ وَلََداً لَــــــــــــــــــه |
يَغدو لِأعجَبِ ما غَداهُ الغـَـــــــاد |
فابنُ الذَّبِيحِِِِ ابنُ الذَّبيحِِ لِأَجلِـــــــــه |
جِبرِيلُ جاءَ إلى الخََليلِ يُـــــفادي |
فهُوَ الخِيارُ من الخِيارِ من الـــخِيارِ |
خِـيارٌ آبَاءٍ على أجْــــــــــــــــدَاد |
ُوِلِدَ المُحَمدُ في الوجودِ مُـــــــحَمَّدٌ |
والنُّورُ لاحَ بِبَطنِ ذَاكَ الـــــوَادي |
فَأَضَاءَ بُصْرى ضُوءُه وأَغَــــاضَ |
سَاوَى بَحرُه وأََحَالَــهَا لِبَـــوادي |
وانشَقَّ كِسرَى حِينَ شُقَّ أِوانُـــــه |
والشَّقُّ في تِلكَ العَوالِــمِ بَـــــادِ |
والرُّومُ دَقَّت وَالكَنَائِس زَغــــرَدَت |
نارُ المَجُوسِ استُبْدِلت بِرَمـــــاد |
وحِجارةٌ في بَطنِ مكَّةَ سلَّمــــــــت |
والجِذْعُ حَنَّ وحَنَّ كلُّ جَمَــــــــاد |
وقُريشُ عَزَّت بابْنِها لِعِبـــــــــــادةِ |
الدّيَّانِ بعدَ عِبادةِ الأنـــــــــــــَداد |
جَاؤوا( ِلَشيْبَةَ) مُعْسِرينَ لِيَشْتَكوا |
شُحَّ السَّماءِ و قِلَّةَ الإمــــــــــدَاد |
فأَتى الرَّضيعَ وَوَجْهُهُ شَــــــــمسُ |
الضُّحى لِيَلوذَ منه بِإِصْبَعِ الِإشهاد |
لمَّا أتى البيتَ العَتيقَ اغْدَودَقَـــــت |
سُحُبُ السَّماء وسال منها الوادي |
مِيلادُهُ ، ميلادُ كلِّ مُـــــــــــــوَحِّد |
وبـِه احتَفَيتُ لأَنـَّـــه مِيـــــــــلادي |
ميلادُه ميلادُ خيرِ حَــــــــــضارةِ |
الإنسَانِ في الأزْمانِ والآبَــــــــأد |
ميلادُ أَكْرَمِ أُمَّةٍ قد أُخْـــــــــرِجَت |
للنَّاسِ في الأَعرَاقِِِ والأمجَـــــــاد |
ذِكرىيعمُّ المسلمينَ بَـــــــهَاؤُها |
و سَناؤُها ، عيدٌ من الأَعْــــــــــياد |
ميلادُ أحمدَ مَولدٌ للحـــــــــامِدينَ |
لِرَبِّهم بِتَفاوُتِ الآمَـــــــــــــــــــــاد |
جَاءَ البَرِيَّة بالهُدَى لِيَعودَهَـــــــــا |
أََكرِِم بــــِهِ من زائِرٍ عَــــــــــوّاد |
لمَّا أتَى كان السَّوادُ يَلُفُّهَــــــــــــا |
فَأََضَاءَها نُوراً بِغَيرِ سَـــــــــواد |
والعُرْبُ أَشْتاتَاً تَقَطَّعَ أمرُهـَــــــا |
مُتَفَرِّقينَ تَفرُّق الأضــْـــــــــــداد |
الفُرسُ والرُّومَانُ تَسْبِي ظِئْرَهـــم |
يَعْدو عليهم كلَّ يومِ عـــــــــــاد |
فإِذا الشَّتاتُ صَحابَةُ مثلَ الـــنُّجوم ِ |
تَفَرَّدوا كَتَفَرِّدِ الآحـَـــــــــــــــــاد |
وتَشَرَّبوا بالدِّينِِ حَولَ نَبِيِّهِــــــــم |
كَتَشَرِّبِ الأروَاحِِ بالأَجسَـــــــــاد |
وفَدَوهُ بالمُهَجِِ العَزيزةِ سَمْحــــــةٍ |
كَرَمُ المُفدَّى نالَ مِنه الفـَــــــادي |
حَمَلوا الهُدى للعالَـــــمينَ لِيَنعَموا |
يُحيونَ فيهِ حَوَاضِراً و بَـــــوادي |
هذا مُحَمـــــــدُ لَيتَنِي أدرَكتُــــــــه |
أو كُنتُ في زَمَنٍ على مِيعـَـــــاد |
يا لَيتَني أَثَرٌ بِِشِسْعِِ نِعالـِــــــــــــه |
رَوَّاحُ فيها كلَّ حِينٍ غـَــــــــــاد |
من كَانَ في أهلِ السَّمَـــاءِ مُبَارَكَاً |
ومُحمَّداً في الأرضِ بِــــالأورَاد |
يا سَادَتي ما كُنتُ ألا بُلبُـــــــــــلاً |
في حُبِّ طَــــــهَ مٌستَهَامٌ شَـــــاد |
طَوَّفْتُ حَولَ رِياضِهِ أشكُو الهَوَى |
أجْمِل بِهِنِّ و بِِالهَوَى المَيَّـــــــاد |
مَازَجتُ حُبَّاً في المَديحِِ وَخَشيَـــةً |
فَالطَّيرُ تَخشَى مَرْبِِضَ الآسَــــاد |
والحُبُّ يَربُو في القُلوبِ نَعِيمُـــــه |
وَالحُبُّ بَعضُ مَرَاتِبِ العُبَّـــــــاد |
فَرضٌ مَحَبَّتُه ولَيسَ بِسُنَّــــــــــــةٍ |
ومع المُحِبِّ الحشرُ يومَ تَنـــــاد |
طِبٌّ لأَفئِدةِ السِّقامِ وبَلْسَـــــــــــــمٌ |
وبِِهِ النُّفُوسُ إلى الفَلاحِِ هَوَادي |
(شَوقي) أمِيرٌ في المَدأئِحِ مُـــفلِقٌ |
لكِنَّ شَوقِيَ فَوقَ (شوقي) بـَـــاد |
جَانَبتُ (كَعبَاً) طَودَ شِعرٍ سَـــــامقٍ |
من ذا يَرُومُ مَدَارِجَ الأَطــــــواد |
بَانَــــت سـُــعَادُ فَنالَ أكـــــرمَ بُردَةٍ |
لَوَدَدتُّ أني بائِنٌ بِسُعَــــــــــــاد |
تَالله ما أرجُو بِمَدحِيَ بُــــــــــــردَةً |
بَل نَظرةً في جَنةِ المِيعَــــــــــاد |
وأَلوذُ بالوَجهِ المُنوَّرِ حُسْنُــــــــــه |
كَالكَوكَبِ الدِّرِّيِّ وَالوَقَّـــــــــــاد |
ويَدَيهِ دِيَباجٌ حَرِيرٌنـَــــــــــــــــاعمٌ |
كالثَّلجِِ في بَرَدٍ وفي إبـــــــــرَاد |
سَاداتُ هَذي الأرضِ دُونَ نِعالِكُــم |
يا سَيِّدَ السَّادَاتِ والأَسيــَــــــاد |
والله لَو جُمِعَت مَفاخِرُ أرضِنـــــــا |
مِن عَهدِنَا والى حَضَارَةِ عَـــاد |
لَتَصَاغَرت خَجَلاً على عَتَبَاتِــــــــه |
في مَشهَدِ المُتذَلِّلِ الُمنقَــــــــاد |
يا خَيرَ مَن دَبَّت عَليها رِجلُــــــــــه |
يا خَير من نَادى عليه مُنَــــادي |
ءأَُبثُّ شَكوَايَ الَّتي يا سَيِّـــــــــدي |
قَبلَ المَنَــــــامِ يَبُثُّـــــها أَولادي |
عَن أمََّةِ الخَيرِ الَّتي قد أُخرِجَـــــت |
هَامَت على وَجهٍ بِغَير مُـــــــراد |
جَاعَت ضِعافُ المُسلمينَ وَذُبِّحــت |
وَعَدتْ علينا في السِّنينِ عَوَادي |
أوّاهُ لَو أبصَرتَنا يا سـَــــــــــــيِّدي |
لَعَلِمتَ ما آلت أِليهِ بِـــــــــلادي |
فَأرَاذِلُ الأمَمِ الدَّنيئَةِ أصَبحُــــــــوا |
كُلٌّ أِلينا قَادِحٌ بِزِنَـــــــــــــــــــاد |
واستَعمَروا أوطَانَنا يا سَــــــــيِّدي |
َمْسراكَ دُنِّسَ والحِمَى البَغدَادي |
والمُسلِمون على اختِلافِ بِلادِهِــم |
ما بينَ طَرقٍ أو عَصَى الــــجلَّاد |
ما بين مَطلُوبٍ بِكلِّ دُوَيْلــــــــــــــةٍ |
أو بين مَشدودٍ إلى الأصْفــــــاد |
فالأَرضُ يَحكُمُهَا زَنيمٌ كَـــــــــــافِرٌ |
وَغـدٌ ومَفضُوحُ الحَضَارَةِ بَـــــاد |
هُم يَسْلُقونَا بالفَضَاءِ بأَلْسُـــــــــنٍ |
بِالشَّرِّ و السُّوءِ البَغيضِ حِــداد |
يُؤْذُونَنا فيِ صَوت كلِّ إِذاعَــــــــةٍ |
وبِصُورَةٍ في شَاشَةِ المِشْهـــاد |
وتَقَمَّصّت عُمَّالُهم بِِدِيـــــــــــــارِنا |
تلك اللصوصِ مَلابسَ الزٌّهَّـــاد |
كلٌّ يصيحُ بِقومِه (أِنِّــــــــي أرى) |
أِنِّي أنا فِرعونُ ذو الأَوتـــــــاد |
قد أَسْلَمونا للعدوِّ وظاهــــــــــروا |
بالظُّلم والتَّخريب والأِفْســــــاد |
وتَمَرَّغت أقواتُنا ورِقابنــــــــــــــا |
بالقَهرِ والحِرمانِ باستِبــــــداد |
والظُّلم ظلمٌ إن يَكُن بِحَضــــــــارةٍ |
في عَهْــدِ (بُشٍّ) أو أُحَيْمِرِ عاد |
وعَزاؤُنا في الأَرضِ يَمْكُُثُ نَفْعُهــا |
وبأَنَّ ربَّ الأَرضِ بالمِرْصــــــاد |
من مَات من قَذْفِ المُحَلِّقةِ اشْتَفَــى |
أوفَليَمُت في زَحمةِ الأَعــــــواد |
من رامَ عَيشاًَ عاشَ ما بينَ القَنَــــا |
أو ماتَ حُرّأً فوقَ ظُهرِ جَــــواد |
فاخْتَر لِنفسِك حَتْفَها مُتَحَرِّفــــــــــا |
نِعمَ الحُتوفِ قََضَت بِيومِ جِــلاد |
مولايَ فاجْمَع بالمُحِبِ حبيبَـــــــــه |
فَاتَ التُّجَمُّعُ بالزَّمَانِ العـَــــادي |
يا ربِّ حَارَت في الزَّمَانِ عُقُولُــــنَا |
يا ربِّ وفِّقنا لِكلِّ سـَـــــــــــــداد |
يا سيِّدي إنَّ اللِّسـَــــــان قد اشْتَفى |
هَيهَات يَشْفى بالمَديحِ فُــــؤادي |
صَــــــلّى عليك الله ما نَادى الوَرَى |
مِن كُلِّ فَجِّ للصَّلاةِ مُنـَـــــــــــاد |
صَــــلّى عليك الله ما اشْتاق الجَوى |
لِلِقاءِ حِبِّ بعد طُولِ بِِعَـــــــــــاد |
صَـــــلّى عليك الله ما انْفَلَقَ النَّـوَى |
عن حّبَّــــةٍ في رَبــــــوَةٍ أو وَاد |
صَــــلّى عليك الله ما انبَلَجَ الضَّحَى |
أو سَار سَارٍ أو تَرَنَّم حــَــــــــاد |
أِني رَجَوتَ النَّفعَ من مَنْظومَــــــــةٍ |
سَمَّيْتُها دَالِــيَّةَ المـِــــــــــــــــِيلاد |
دَالِيَّتِي عَــــوَّذْتُها و أعَــــــــــــذْتُها |
مِن أَلسُنِ الأُدَبَاءِ والنُّقـــــــــــاد |
فَلِيَعلَموا أنّي مُحِبٌّ ما أنَـــــــــــــــا |
بِزُهَيرِ أو بالحَارثِ بن عُبَـــــــاد |
لَيسَ ابنُ ثابتَ والنَّوابِغُ والعَجيبُ |
الشََّنفَرَى كالبَيطَرِيِّ جِهــــــــــاد |
َ |
|