قال مسعود بن بشر الأزدي.: قلت بمكة لابن مناذر: من أشعر الناس؟
قال: من إذا شبب لعب، وإذا جد جد.
قلت: مثل من؟ قال: مثل جرير حيث يقول:
إنَّ الذين غدوا بقلبكَ غادروا **وشلاً بعينكَ لا يزالُ معينا
غيضنَ من عبراتهنَّ، وقلنَ لي**ماذا لقيتَ من الهوى، ولقينا
ثم قال حين جد:
إن الذي حرمَ الخلافةَ تغلباً**جعلَ الخلافةَ والنبوةَ فينا
هذا ابنُ عمي في دمشقَ خليفةٌ **لو شئتُ ساقكمُ إلي قطينا
فيروى عن الوليد أنه قال: لو قال جرير: لو شاء لفعلت، ولكن جعلني شرطياً له.
عن المذاكرة في ألقاب الشعراء للنشابي الإربلي
وسعى بنا واش فقالوا إنها ** لهي التي تشقى بها وتكابد
فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم ** إني ليعجبني المحب الجاحد
لعباس بن الأحنف
إن لهذين البيتين نكتة لطيفة تؤيد تأكيد انسجامهما وعذوبة ألفاظهما
وهي أنه رفع للرشيد موت العباس وإبراهيم الموصلي المعروف بالنديم والكسائي وهشيمة الخمارة
في يوم واحد فأمر المأمون أن يصلى عليهم
فخرج فصفوا بين يديه فقال من الأول فقالوا إبراهيم الموصلي
فقال أخروه وقدموا العباس بن الأحنف
فقدم وصلى عليه فلما فرغ وانصرف دنا منه هاشم بن عبد الله الخزاعي
فقال يا سيدي كيف آثرت العباس بالتقديم على من حضر
فقال بقوله وسعى بنا واش
البيتين ثم قال أتحفظهما فقلت نعم
فقال أليس من قال هذا الشعر أولى بالتقديم فقلت بلى والله يا سيدي .
عن خزانة الأدب لابن حجة الحموي