|
تمادى في السُّرى حتى تلاشى |
كسهمٍ في الفضا والكفُّ راشا |
ألحَّ به السهادُ فخرَّ فجراً |
وأسلمَ للكرى هُدُباً عَطاشى |
صلادةُ حزنِه ذوبانُ دمعٍ |
كمفرِطِ قسوةٍ أمسى هشاشا |
تكبَّدَ في ربوعِ النأيِ بِيداً |
يكابدُ في مقابرِها المعاشا |
وكل الأرضِ إلا البيتَ قبرٌ |
وأكفانٌ ولو فُرشتْ رِياشا |
وما طاشت منيّتُه ولكنْ |
شقيٌّ عن سهامِ الموتِ طاشا |
فظاهرُ أمره يسعى كحيٍّ |
وباطنُه على الأشباحِ عاشا |
تلفّعَ بَرْدَ وحدتِه لِحافاً |
ومَدَّ قَتادَ وحشتِه فِراشا |
فمن حُمّى الحنينِ إلى شتاءِ الْ |
هواجسِ ليس ينفكُّ ارتعاشا |
رمتْني هذه الدنيا كطيرٍ |
يجوبُ بها وتحرمُه العُشاشا |
أرتّقُ مزْقَ أشرعةٍ تهاوت |
وريحُ الصِّرِّ أخلقت القماشا |
تُجيّشُ لي إذا أصبحتُ همّاً |
ومِرجلُ ليلتي بالهمِّ جاشا |
وكنتُ لصرفِها جَلْداً شَموساً |
فما أبقتْ ليَ الأيامُ جاشا |
ألوبُ بقيعةٍ لمعتْ سراباً |
فيا لذُبالةٍ غرّتْ فَراشا |
أُمنّي النفسَ بالشؤبوبِ منها |
فهل أعطاك خُلَّبُها رَشَاشا |
هي العجفاءُ ما دَرّتْ بيومٍ |
فلا لحماً كسَتْكَ ولا مُشاشا |
تسلُّ تلذّذاً روحي وتُبقي |
لغرغرتي بحنظلِها حُشاشا |
فمن رمقٍ تقطّرَ من وتينٍ |
إلى رمقٍ بحنجرتي تحاشى |
أناقشُ سوءَ ما اختارتْه نفسي |
وما استحللْتُ في قدَري النقاشا |
فلستُ بكافرٍ بقضاءِ ربي |
وحاشا الكفرِ بالأقدارِ..حاشا |
ولكني برحمتِه رغيبٌ |
أتوقُ لنفحةٍ منه انتعاشا |
ألوذُ به وهل إلاهُ كهفٌ |
فما قدَرٌ علينا غيرُ ما شا. |