|
ويومَ افترقنا.. التقينا |
طريقٌ بعيدٌ.. بعيدْ |
ودونَكَ دمعي.. ورجفُ القصيدْ |
وألفُ ستارٍ حزينٍ.. وألفُ نشيدْ |
وقلبي يواصِلُ شوقاً |
ويركضُ عبرَ المسافةِ |
ألقاكَ.!!؟ |
وهمٌ هو الوهم..! |
أصافحُ وجهي |
تقولُ المرايا: وهل أنتَ.؟ |
أقولُ.. |
وخلفَ الحواجزِ |
خلفَ الوثيقةِ أجترُّ موتي |
أصارعُ حظّي البليد.. |
أُجاري ظُنوني |
أعلّق بؤسي على سفحِ قفْ.. |
تسدُّ أمامي وبيني الطريقْ.. |
ويبقى يثرثِرُ لحنُ النشيدْ |
(بلاد العرب يا أمّاه تأباني |
وتنساني |
وتخجلُ من سوارِ الشوكِ |
يُدميني) |
ويعلو الوهمُ |
تعلو الـ لا... |
يماهي صداها عواء النشيد.! |
ويوم افترقنا التقينا |
على سدّةِ الغيمِ.. كنّأ |
وتمّوزُ يأبى الرحيلَ |
ويشرقُ بين ضبابِ الصباحِ |
وبين جرارِ الصديدْ |
تضيعُ المسافاتُ |
ما عادَ أسرٌ يُفيدْ.. |
ويومَ افترقنا |
وقالوا تطايرَ غَيْماً |
وحلّقَ مثلَ الفراشاتِ عِطراً |
تجاوزتُ دنيا الصخبْ |
وأسوارُ قهرٍ تُقاطع حدَّ الغضبْ |
وخلفَ الوثيقةِ ألقيتُ حزني |
فأذكى أوارَ اللهبْ |
يخافونَ منكَ.!؟ |
لماذا.؟ |
وأنتَ الضئيلُ المريضْ |
وعيناك تبقىالصهيل |
وتبقى البِدايةُ.. تبقى السببْ.. |
وقالوا |
تناثرَ بين حفيفِ الزهورِ |
ودفءِ السنابلِ |
لحناً تعشّقَ دمعَ القصبْ |
وبعد الخريفينِ حلَّ اللقاءُ |
فآويتُ روحي إليكَ |
وآثرتُ في رفّةِ الريحِ ألقاكَ |
رغمَ جنونِ التعبْ |
وقالت دموعُ العذارى.. افترقنا.! |
فقلتُ التقينا |
وأورقَ عودٌ يباسٌ |
وأمطَرَ زهراً نديّاً |
فقلتُ تعالي |
أما آن عصرُ العنبْ...!؟ |
وفاضتْ بحارٌ على اليابسة |
أنختارُ ركناً مكيناً لنأوي إليه.؟ |
وأي المصيرين يبكي علينا.. |
وأيُّ المصيرينِ نبكي عليه.؟ |
وقبل أوانُ الرحيلِ |
يواريكَ رعبُ الشتاتِ |
فتنأى عن الحزنِ |
تستافُ مرَّ الجراحِ |
ونبضَ القتيلْ |
وأيُّ القتيل القتيل |
أأنتَ.؟ أم الموج.؟ |
وقد كنتَ غُصناً تدلّى صُعوداً |
وأرجفَ بوحُ البنفسجِ |
ضاءَ الصباحُ |
وشقَّ منَ الصمتِ صوتَ الصَليلْ |
وربّي..! |
سمعتُ العزاءَ نُواحاً |
وصرّةُ ريفٍ |
وخيمةُ فَقْرٍ تُربي المُهورَ طويلاً |
وتُطْلِقُ للساحِ في كل صبحٍ |
خيولاً بخفقٍ نبيل |
تُعتّقُ طيناً حبيساً |
فيشرقَ لونُ الترابِ |
على أولِ الدربِ |
أطلّت "أمينةُ" |
جاءَ البشيرُ وفاحَ العبيرْ |
تُزغردُ شوقاً إليهِ.؟ |
وكيفَ نودِعُ حُبّاً تناثرَ شَهداً وطارَ.. |
ليرسو قريباً من الروحِ |
حدَّ البنادق تُشهرُ بين الحدود |
وبيني بكلِّ اللغاتِ.! |
تقولُ افترقنا.. |
أقولُ التقينا فمنْ بَعدنا يستجيرْ |
ويومَ افترقنا التقينا.! |
وتمّوزُ علّقَ فينا غصونَ البقاءِ |
وكلُّ الشهورِ قوافل تترى |
فصارتْ شموعاً تُضاءْ |
وصرنا قريباً.. قريباً |
سواء.. |
16/8/2003 |