|
قلدتني ببديع عاليَ الرتب |
يا قاضيَ الشعر بل يا حارس الأدب |
أهديت تلميذكم من فيضكم مِنناً |
يا سابقاً في جميل الفن والطرب |
الشعر علمٌ له أصل يلاذ به |
وأصله عن بحور الضاد والنُجُب |
الشعر موهبةٌ والعلم رافدها |
إن المواهب دون العلم في تبب |
هما جناحاه لا تحليق دونهما |
فإن أصيب جناح صار في عطب |
الشعر جسمٌ بهيٌ في تكامله |
روح ترى من شفوف الغيب والحجب |
الشعر أصداء نفسٍ عن مواجعنا |
كيما نثور على الأهواء والنوب |
الشعر إن لم يكن بالنبل متشحاً |
وبالعفاف فليس الشعر من أربي |
هيام روحٍ بحب الله تنعشنا |
تجلو القلوب من الأحزان والكرب |
مرآة قلبٍ صفا للنور فانعكست |
أنوار ربي تريك الحق عن كثب |
يا قاضي الشعر والميزان في يده |
حساس يبدي عيار الشعر كالذهب |
عدالة الشعر من دستورنا نبعت |
وواضعوه لنا هم سادة العرب |
قد لمَّع القوم غرباناً بأجهزةٍ |
للنشر حتى بدوا في صورة الشهب |
نجوم فحشٍ لهم دُورٌ تبث أذى |
نراه في الصحف الصفراء والكتب |
لا حبذا أدب المرحاض حين بدا |
رجساً من القول أو داءً من الجرب |
حناجر الغرب من أفواههم نطقت |
تآمراً فأصابوا الكل بالوصب |
كم من غرابٍ له نعقٌ يصك به |
آذاننا بمسَمَّى الشعر بالكذب |
كم من مواهب في دنيا الجمال لها |
عطرٌ من الفن والإبداع والطرب |
كم من مواهب في أوطاننا طُمست |
لما اعتلى البوم عرش الفن والأدب |
إن الحداثة عن أصل لنا ورثت |
كالشمس دائبةٌ من سالف الحقب |
عريقة الأصل ما عيبت بشائنةٍ |
وفي تجددها موصولة النسب |
جديدة الحسن من دنيا محاسنها |
تأتي المعاني كغيدٍ نُهَدٍ تُرُب |
يحيا الوليد هزيلاً دون مرضعةٍ |
يدعى لقيطاً إذا ما قيل دون أب |
فيا جمال الهدى والخير عشت لنا |
فيضاً من البحر أو غيثاً من السحب |
يا مرسي الحب والإبداع صغت لنا |
نظماً من الدر والياقوت والذهب |
تلميذكم في سماء الحب أغنيةٌ |
جاءت ترانيمها في أهل خير نبي |
همو حياتي ومنهاجي وعاطفتي |
وهم مناهل إحساسي وهم أدبي |
ما أكرم الشعر سلسالاً بحبهمو ! |
فالشعر في حبهم من أفضل القُرَب |
فاصدح جمال الهوى عَطِّرْ مسامعنا |
من حبهم وجميل الفعل والحسب |
ما قاله ابن سليم في محبتكم |
غرفٌ من البحر أو سطرٌ من الكتب |
إن جاء شعريَ إبداعاً له ألقٌ |
فأنت لاشك في ذا قدوتي وأبي |