متعب من مشاكل الحياة، حجزت لنفسي طاولة في مقهى الياسمين في موعد مع الصدفة والصدمة.
على الرصيف أخطو بخطوات وئيدة كأنني لا أعرف وجهتي الحقيقية، يستوقفني صوت كمال أمام المقهى، يسبقني لندخل من الباب الرئيسي، هناك في الزاوية المقابلة لطاولتها نجلس.
يأتينا رجل وسيم يحمل في يديه قائمة المشروبات المعروضة لديهم، أطلب من كمال أن يطلب لنا شرابين على ذوقه و خلال حديثنا عنه و عن أحواله، يسحبني صوت مألوف أرفع عيني لأجدها هي.
جالسة هناك كبدر وضاء، يهمس في أذنيها فتضحك، تذكرت أن اليوم عيد ميلادها لكنها تستدعي غيري لمسائها الوردي. تستفزني ضحكاتها لأقف من مكاني دون وعي وأتجه صوب طاولتها المميزة بحضورها الأجمل.
تتفاجأ بوقوفي قربها، أتفاجأ بجليسها، أخي.
خالد.
قاتلي.
لا يعقل.
لا يعقل أن تكون أنت
دعاني أرفع نخبيكما معا.
الآن سأتوجك خائنتي الأولى و الأخيرة، أنت التي أعلنتك عنوانا للطهارة و النقاء، صرت الآن رمزا للمذلة و الشقاء: يا وطني الضائع يا كل الفقدان.
أنا الذي تصورتك بفستان أحمر و شعر ليلي مسدول على كتفيك تقفين في بقعة ضوء فوق خشبة الوهم. و آتيك كمجنون يرتدي بذلته السوداء و قميص مخطط بالخواء وربطة العنق التي لطالما أعجبتك. آتيك حاملا طوق النرجس لأطلب يدك هناك أمام اللاحاضرين و ألبسك عقد الوفاء.
و تنهين الآن المسرحية بصفعة من كف الغدر لتتركيني بقايا رجل كنت تعرفينه، يا أنثى الخيانة و التمرد يا سندريلا رجل آخر.
و أنت يا أخي، يا من علمتني بوح المشاعر و الوفاء، قلبت مفاهيمي في دقيقتين، أنت الذي لطالما علمتني كيف أدمن حب أنثى واحدة ها أنت ذا استبدلت التفرد بالتعدد من وطن إلى أوطان من أنثى واحدة إلى كل النساء، الصدمة الآن تكسو موقفي، شهدت انتصاراتي لكنك للأسف صنعت وشم هزائمي، شكرا لأنك علمتني بوح المشاعر والوفاء، و شكرا لقتلي على يد خائنة اسمها أضعته بين حروف لغتي، شكر لصفعة أخ، دع يدي لقد ولى زمن الأنبياء.
سأترككما معا، و اعلما أن غيابي سيحضر عني بينكما، أكملا حديثكما معا، وانسياني، فإني قد أخطأت عنوان الوفاء مجددا.
تمت بحمد الله
تارودانت في 11/04/2011
على الساعة 10:20