|
عودي فصُبِّي العشقَ في شرياني |
صادٍ أنا أخنى عليَّ زماني |
نَضَبَتْ منابعُ عالمي ، فكأنها |
صارت عشوشَ البومِ و الغربانِ |
أين الكرى ؟ أمسى كأنَّ سريرَهُ |
رُفِعَتْ قوائمُهُ على البركانِ |
ما الحلمُ إلا هاجسٌ في غفوةٍ |
قد أفزَعَتْ زَوْراتُهُ أجفاني |
إني بلوْتُ مشاعري فوجدتها |
ذابت أسىً من كثرةِ الأحزانِ |
و بلوْتُ روضاتي ففاحَ أريجُها |
و تحَدَّثَت أزهارُها بلساني |
قالت عرفتُ الخطوَ لم أحفلْ بِهِ |
لم يُؤذِني إلا خُطى الإنسانِ |
يزهو كطاووسٍ طغى في حسنِهِ |
ظنّاً بأنَّ الحُسْنَ في الألوانِ |
ما الحُسن في تلك الجسومِ و إنّما |
في البرِّ في المعروفِ في الإحسانِ |
في نظرةٍ تُزجى إلى مُتَأَلِمٍ |
في شرْبةٍ تُعطى إلى صديانِ |
في بسمةٍ رُسِمَتْ على شفةِ المُنى |
دكَّت صُروحَ البؤسِ و الحرمانِ |
في كفِّ عبدٍ قد جَنَتْ من كسْبِها |
رزقاً حلالَ الجذرِ و الأفنانِ |
رُفِعَتْ لخالقها بكلِّ تواضعٍ |
تدعوهُ في سرٍّ و في إعلانِ |
عودي لعُشكِ فاسكبي يا خُلَّتي |
من حبِّكِ الفيّاضِ في وجداني |
مُذْ غِبْتِ عني يا مليكة مهجتي |
ناحتْ بلابلُها على الأغصانِ |
عودي ، فبيتُك في الفؤاد مكانهُ |
تحمي حِماكِ الروحُ و العينانِ |
عودي ، فديتُك واطلبي وتدللي |
لو رُمتِ روحي جُدتُ بالقربان |
عودي ، فإن سفينتي قلبُ التي |
أحببتها ، و عيونها شطآني |
أرسو .. إذا ضنّتْ عليَّ مرافئٌ |
في ناعساتٍ ، هُنَّ برُّ أماني |