رمضان .. ذكريات وشعائر
نظم الشاعر الراحل
عبد اللطيف زغلول
والد الشاعر د. لطفي زغلول
القصيدة من ديوان الراحل
نفح الذكرى
2004
هلّـت بشـائرُهُ على الأكوانِ = بالنورِ والإيمانِ والفُرقانِ
شهرُ الإنابةِ بوركتْ أيامهُ= بفريضةٍ قُصرت على رمضانِ
البذلُ والإيثارُ فيهِ رغيبةٌ = وصيامُهُ ركنٌ منَ الأركانِ
فيهِ الجنانُ تَفتّحت .. وجهنَّمٌ = أبوابُها انغلقت على النيرانِ
التائبونَ العابدونَ استبشروا = فيهِ بعفوِ المُنعمِ المنّانِ
والصائِمونَ القائمونَ تَبتّلوا = وتضرَّعوا في السرِّ والإعلانِ
طوبى لهم وعِدوا الجنانَ وبُشِّروا = بِدخولِها من بابِها الريّانِ
والصومُ إن كانَ احتساباً خالصاً = فلهُ جزاءُ الضعفِ في الميزانِ
رمضانُ يا شهرَ الصَفا علّمتَنا =أن الصيامَ مُطهّرُ الوجدانِ
عوّدتنا الصَبرَ الجميلَ على الطّوى لنذوقَ طعمَ الجوعِ والحرمانِ
فحَنا الغنيُّ على الفقيرِ مؤدّياً = حقَّ الغِنى بشريعةِ الديّانِ
يفوزَ أهلُ الصومِ والإنفاقِ من = ربّ الوَرى .. بالعتْقِ والغفرانِ
رمضانُ فيكَ مآثِرٌ ومفاخِرٌ = غنَّّت بها الدُنيا بكلِّ مكانِ
كم فيكَ أرخصتِ النفوسُ يحُثها = شوقُ الشهيدِ لجنَّةِ الرضوانِ
فحديثُ بدرٍ لم يزل متجدداً = يروي مفاخِرَ أمّةِ القرآنِ
بدرٌ .. وما أدراكَ ما بدرٌ .. ألمْ = تسمعْ بها يومَ التقى الجمعانِ
قد خاضَها خيرُ البريّةِ واثقاً = بالنصرِ من ربٍ رحيمٍ حـانِ
ناجى مُحمدُ ربَّهُ مستنجزاً = وعدَ الإلهِ بنُصرةِ الإيمانِ
فإذا به في غمرةِ النجوى يَرى = جنداً تباشِرُ ضربَ كلِّ بنانِ
ويرى ملائكةَ السماءِ تنزّلتْ = ويرى مصارعَ عُصبةِ الشيطانِ
يا يومَ بدرٍ فيكَ ذلّ جبابرٌ = وفَرقْتَ بينَ الحقِّ والبهتانِ
وفجعتَ أهلَ الشركِ في ساداتِه والرعبُ منكَ سرى مع الرُكبانِ
ياللطغاةِ وقد تمزّقَ شملُهمْ = وتمرّغوا بالخزيِ والخُسرانِ
وغدا لواءُ النصرِ معقوداً على = هامِ النبيِّ وصحبِه الشجعانِ
وكذاكَ نصرُ اللهِ يهديهِ لمن = يسعى إليهِ بطاعةِ الرحمـنِ
من كانَ يبغي النصرَ فليبذلْ له = أغلى المُهورِ وأثمنَ الأثمانِ
فالنصرُ يُحرزُ بالجهادِ وبالتُّقى = فهما السبيلُ لعزَّة الإنسانِ