|
مَا بَالُهَا أَعْمَلَتْ فِي القَلْبِ مِعْولَهَا |
فَأَخْرَسَتْ مِنْ حُرُوفِ البَوْحِ أَقْوَلَهَا |
تِلْكَ الَّتِي زَلْزَلَتْ جَوْرًا مُغَالَبَتِي |
لِدَمْعَتِي، وامْتِشَاقُ القَوْلِ أثْقَلَهَا |
أَنَا الَّتِي غَرَّدَتْ أَطْيَارُ قَافِيَتِي |
سَمَا الجَمَالُ بِهَا حَرْفًا وَدَلَّلَهَا |
وبَايَعَتْنِي المَعَانِي والقَصِيدُ رِضًا |
تَقتَادُ لِي مِنْ خُيُولِ البَوْحِ أَحْمَلَهَا |
فَذَا جَوَادِي مُرُوجُ السِّحرِ تَعرِفُهُ |
وَذِي أَيَائِلُهَا بِالحُبِّ أَثْمَلَهَا |
وَقِيلَتِي وَاحَةٌ يَعدُو بِدَوْحَتِهَا |
وَمِنْ وَمِيضِ قَرِيضِي الحُلْوِ سَرْبَلَهَا |
وَذَا يَرَاعِي شَدَا وَانصَاعَ لِي جَذَلًا |
وخَطَّ فِي صَفحَةِ الأَحْلَامِ أَجْمَلَهَا |
بِنَزْفِهِ فِي بُحُورِ الشِّعْرِ مُنشَرِحًا |
مَرَاكِبَ السِّحْرِ أَرسَاهَا وَأَرسَلَهَا |
كُنَّا نَبُثُّ المُنَى لِلْكَوْنِ مِنْ دَمِنَا |
لِجَنَّةٍ زَنبَقُ الأَحْلَامِ شَكَّلَهَا |
مَا غَابَ عَنْ شَمْسِنَا فِي اللَّيلِ حَرْفُ سَنَا |
إلَّا وَعَادَ جَوىً فَجْرًا وَقَبَّلَهَا |
بِأُغنِيَاتِ صَفَاءٍ لَحنُهَا وَلَهٌ |
وَهَبتُهَا لِلهَوَى فَضلًا فَرَتَّلَهَا |
وَصَرخَتِي غَضبَةً فِي يَومِ جَلجَلَةٍ |
لَصَوْتُهَا أَرعَبَ الدُّنيَا وزَلزَلَهَا |
وَإنْ أَهَمَّ بِثَغْرِ الضَّعْفِ مُرتَجِيًا |
غَنِيمَةً فِي بِلادِي الوَغْدُ أَمَّلَهَا |
فَرَعْدُ قَولِي كَحَدِّ السَّيْفِ هَبَّ لَهُ |
يَرُدُّهُ عَنْ مُنًى بِالوَهْمِ سَهَّلَهَا |
قَدْ حِرْتُ مِنِّي وَإنِّي الشِّعْرُ مِلْكُ يَدِي |
سَاقَ الحُرُوفَ يَرَاعِي ثُمَّ غَرْبَلَهَا |
صَهِيلُ شِعْرِي عَهدْتُ المَجْدَ يَنْشُدُهُ |
فَعَاجَلَتْهُ مَنَايَا مَا تَعَجَّلَهَا |
أُعَالِجُ اليَوْمَ حَرْفًا لَا يُطَاوِعُنِي |
وَعَينُ نُطقِي أَرَى الكِتْمَانَ جَلَّلَهَا |
وَالنَّظْمُ أَجْفَى وَجَفَّ الحِبرُ فِي زَمَنٍ |
لَلصَّلِّ طَلَّ دِمَانَا ثُمَّ حَلَّلَهَا |
أَتُوقُ لِلْبَوحِ لَكِنْ لَيْسَ يُسْعِفُنِي |
فَسَائِلِي فِي الجَمَالِ الحُزْنُ أَذْبَلَهَا |
وَغِيضَ دَمْعُ اليَراعِ الحُرِّ فِي وَطَنٍ |
دُمُوعُهُ مِنْ عُيُونِ الشَّمْسِ سَلْسَلَهَا |
وأُمَّةٍ سَاقَهَا وَغْدٌ مُكَمَّمَةً |
والسَّعْدُ مَرَّ بِهَا سَهْوًا وأَغْفَلَهَا |
شَعْبِي الأَبِيُّ الَّذِي كَانَتْ تَهَيَّبُهُ |
شُعُوبُ فَانِيَةٍ أَضْحَى مُغَفَّلَهَا |
تَنَازَعَتْ فِيِه أَهْلُ الأرْضِ تَقْتُلُهُ |
وَرَقَّ فَاندَقَّ عُنْقٌ كَانَ أَطْوَلَهَا |
وَسَدَّدَتْ مِنْ سِهَامِ الغَدْرِ تَطْلُبُهُ |
ذَاكَ الَّذِي بِالهُدَى والعِلمِ كَمَّلَهَا |
إِنْ جَاءَهَا نَاصِحًا أَوْ فَاتِحًا فَلَهَا |
سَتَائِرَ الصَّفْحِ قَيدَ الصُّلحِ أَسْدَلَهَا |
رُؤْيَايَ فِي مَجْدِهِ يَومَ انتَصَرْتُ لَهُ |
أَصَابَ أَوَّلَهَا حُكْمًا وأَوَّلَهَا |
بِثَوْرَةٍ تَطلُبُ الأَنذَالَ مَنْ رَهَنُوا |
حُقُوقَهُ، مَلَّكُوا الأَعدَاءَ كَلْكَلَهَا |
مِنْ أَيْنَ لِي بِالمَعَانِي ذَابَ فِي خَجَلٍ |
بِي مَنْطِقِي وَانْحَنَى لِلآهِ أَنَّ لَهَا |
فَإنْ أَرَدْتُ قَصِيدِي حَالِمًا وَلِهًا |
عَيْنَ الرِّضَا بِالنَدَى والعِشْقِ كَحَّلَهَا |
أَتَى عَلَى غَفلَةٍ مِنِّي يُزَلْزِلُنِي |
وصَاحَ لا مُعلِنًا وَجْدًا وَلَا وَلَهَا |
بَلْ غَضْبَةً تَسحَقُ الأَنذَالَ ثَائِرَةً |
عَلَى عُهُودٍ خُؤُونٍ بِالدِمَاءِ لَهَا |