رنَّ جرس المدرسة ، فخرج التلاميذ من صفوفهم تباعا ، فرحين بما حازوه من شرف الجلوس بين يدي معلميهم . توجه سعد نحو باب المدرسة فاستقل سيارة المؤسسة الجماعية ،
وما إن وطئت قدماه البيت حتى نادى أمه بأعلى صوته :
- أمي أمي
- ماذا هناك حبيبي الصغير
- اجلسي يا أمي ..أريد أن أرى ماذا يوجد أسفل قدمك
جلست الأم والابتسامة لا تفارقها ، وأطل سعد برأسه أسفل قدميها ثم قال :
- عجيب ..لا يوجد شئ .
- عن ماذا تبحث يا صغيري ..قل لي قد أساعدك
- هذه المعلمة تكذب علينا .
- لا تقل هذا على معلمتك يا سعد
- بل هي كاذبة .
- لماذا تتهمها بهذه التهمة البشعة ؟
- لقد قالت لنا اليوم إن الله جعل الجنة تحت أقدام الأمهات.وقد نظرت أسفل قدميك ولم أر شيئا .
علت وجه الأم ابتسامة وديعة وحملت سعدا بيديها الحانيتين وقالت :
سأشرح لك يا بني معنى ما قالته لكم المعلمة :
- من حملتك في بطنها تسعة أشهر ؟
- أنت يا أمي.
- ومن أرضعتك حولين كاملين ؟
- طبعا أنت يا أمي
- وحين تشعر بالتعب والمرض ، من يسهر معك ؟
جلس أسعد أسفل قدمها وقال :
- من غيرك يا أمي ..في الصباح والمساء دوما أنت بجانبي ..إنك تتعبين كثيرا معي أنا وإخوتي .
- وماذا عليك أن تفعل لمن تحملت لأجلك كل هذا ؟
- علي أن أطيعها دائما ، وأقبلها ، ولا أزعجها أبدا .
- هل تدري ما هو جزاؤك إن فعلت هذا ؟
- ما هو يا أمي ؟
- سيدخلك الله إلى الجنة ..وسنتمع فيها معا يا صغيري ..فمن يطيع أمه يدخله الله إلى الجنة .
ولهذا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لطلحة السلمي وهو يحدثه عن أمه " إلزم رجلها فثم الجنة "
ليس معنى هذا أن تحت قدمي أشجار وأنهار وطيور..ولكن إذا برَّ الإبن بأمه أدخله الله الجنة.
فرح سعد بكلام أمه وقبَّل قدميها وهو يقول "
- سأطيعك يا أمي دائما حتى أدخل إلى الجنة.
همسة : هي قصة موجهة للأطفال وآمل أن تحظى بتوجيهكم وإرشادكم أساتذتي الكرام