في لحظات ما يداهمني إحساس غريب , قد لا يمر على الآخرين بهذه السهولة ..وفي غمرة هذا الإحساس أجدني كمجموعة أشياء تجمعت في كائن واحد أقرب إلى مفهوم الصناعات الحديثة التي تحاول أن تتوسط ما بين تلبية حاجة المستهلك وبين ولع لاستهلاك منتج يحمل دمغة الجودة العالية التي أهلكت الكثيرين وأضاعت عليهم فرص الحصول على أشياء أخرى رغم ضرورتها لتفاصيل قد تبدو من وجهة نظر المحايد فكرة تقتضي سير الحال وان بدت مخالفة في بعض المزايا ..مفهوم حداثي ككل المفاهيم الحداثية التي أصبحت تحشر أنفها حتى في مفردة اللغة لتقيس الأشياء بمقاييسها وتعكس جوانبها المحدودة وان كان التعتيم لوجهة أخرى أصبح فرضا ,, بل مفردة منذ أن وقعت على السمع اعتاد عليها السامع ..وهي تجميع صيني / كوري/ مع دول أوروبية ( والوقت يقف إزاء هذا الأمر عاجزا متفرجا على المشاهد الجاهزة لسيناريوهات مطبوخة في مطابخ أيدلوجية محتومة تسلقت عصرها ..وهذا التجميع يبين بأن المنتج حالة مشوهة لهجين لا يتوافق تحت كائن واحد ..هكذا اشعر الآن وكأني مجموعة أشياء اتخذت هيكلا يناسبها ويظهر بأن الموائمة واضحة المعالم ولا تنافر هنا أو هناك ..ولكن هذا لا يمنع بأني أسمع أحيانا أصوات المطرقات وأحيانا ناقوس آلة الحرب وأحيانا الرياح الهوجاء تشد رحالها إلى اقتلاع كل شيء ارسخ وجوده في الأعماق لمجرد إثبات هوية ..ولكني قررت في هذه الساعة أن أتخيل هذا الهيكل كيسا مملوءا بأشياء متجانسة متباينة ثم أفرغه من محتوياته لتزحف الزواحف إلى جحور موتها ولتثب الضفادع إلى بركة قهرها ولتُحَل عقد الهموم المربوطة كالعناقيد وتركض في أزقة الصمت لتساعد على تناسخ الحيرة ويصبح للحيرة وطنا , وعلى فلسفة التجميع لمصلحة التفريق أن تبتكر حالة تؤكد مفهوم التحيز لمعنى التمايز .. ولتأتي الريح لتمسح جبين البقاء بمسك الرحيل ولن أتجرأ بعد الآن على تسلق الحلم وإن كان مداه النجم أو إن كان دس أنفه في زجاجة عطري , سأكتفي بامتلاك القدرة على التنفس ... ولا مانع إذا ولّى هو الآخر ..وبقي الوقت وحيدا رغم تعدد أسبابه .
.