|
غابت مع الأيام أحلى الأمنياتْ |
غابت و لم تترك سوى سُحُبِ الشتاء الباكياتْ |
غابت وما كانت سوى مُقَلٍ عِطاشٍ هائماتْ |
صَخَبُ الحياةِ و زهوُها قد حلَّ بينهما السُّباتْ |
غابوا عن القلب الشجيِّ ، من الأيادي الضارعاتْ |
أغلى أناسٍ في الحياةْ |
و تحوّلت تلك الوجوهُ إلى بقايا ذكرياتْ |
من عاش عاش بهمِّهِ من ماتَ ماتْ |
أسماؤهم كانت على شفَتيَّ أشجى الأغنياتْ |
يا ربِّ كم بجوارهم قضّيتُ أحلى الأمسياتْ |
حتّامَ تكسو خافقي تلكَ الأماني الكاذباتْ |
ما أسخَفَ الأوراقَ إنْ قيّدتُ فيها الخاطراتْ |
وكتبتُ فيها عن جراحاتي اللواتي مُذْ وُلِدْنَ مُطارداتْ |
و مواجعي اللائي غرقتُ بِهُنَّ من غير التفاتْ |
ياربِّ : هل يصْحَبْنَني منذُ الولادةِ للمماتْ؟ |
خَبَتِ الدروبُ لناظري وعيونُ ليلي مطفئاتْ |
وا ضيعتاهُ على الليالي الساحراتْ |
مضت السنونُ وهُنَّ لي ما زلْنَ لَسْنَ بِماضياتْ |
بِدفاتري .... بمحابري ... بقصائدي المتناثراتْ |
و أصابعي المتثاقلاتْ |
في كُلِّ رُكْنٍ فيهِ - مهموماً - كسيرُ القلبِ باتْ |
في الآهِ ، في التسهيدِ ، في لومِ الوشاةْ |
بينَ النجوم النائياتْ |
فوقَ الوسائدِ و المقاعدِ والمرايا الشاحباتْ |
يا من يُصبِّرُني أجِبْ من أينَ للقلبِ الأناةْ ؟ |
والسعدُ ولّى عهدُهُ والعمرُ فاتْ |
و كأنَّ أطيافَ الهناءِ لمقلتيَّ مُحرَّماتْ |
لا للهناءِ لإنَّني أشقى جميع الكائناتْ |