|
ثارَ القريضُ واجلبـتْ أشعـاري |
وتملَّكتـنـي نـشـوةُ الإبـحـارِ |
فتركتُ يابسةَ الوجودِ وخضتُ في |
بَحـرٍ مـن الأحـلامِ والأفكـارِ |
ملكتْ علـيَّ زمـام نفسـيَ أمّـةٌ |
ضاقتْ عليها الأرض بالأضـرارِ |
أحببتُها وكرهـتُ طـولَ عذابهـا |
وخجلتُ منها تحتمـي بجـواري |
يقتادُنـي شوقـي إليهـا ذاهـلاً |
وأحـسُّ مـا وافيتُهـا بــدوارِ |
هي أمتي وأنا المعذب ليـس لـي |
إلا البكـاءُ وصرخـةُ استنـفـارِ |
سطَّرتُ شعري عاشقًـا متغـزلاً |
رغـم الظـلام بباهـرِ الأنـوارِ |
وسقيتـه ممـا بنفسـيَ جُرعـةً |
فمضى بغضبتـهِ كطالـبِ ثـارِ |
وأعرتـه قلبـي فأنشـدَ حـبَّـه |
للخير في عـذب مـن الأشعـارِ |
وزرعتـه أمـلاً بـأرضٍ مَيْتَـةٍٍ |
فاسأل لهيب الحرِّ عـن صُبَّـاري |
شعـري لظـىً حرَّاقـةٌ ودِعَايـةٌ |
للحُـبِّ صَادقـةٌ وخَجْلَـةُ عـارِ |
شعري من الجبهاتِ صوتُ كرامةٍ |
ومن المذابـح نظـرةُ استفسـارِ |
شعري من المنفى صدىً متـرددٌ |
ومن المهَاجِـرِ فكـرةُ استقـرارِ |
شعري من الغرفِ الدفينـةِ نبعُـهُ |
ومن السجـون عنيـدةِ الأسـوارِ |
شعـري بكـاءُ أسيـرةٍ مظلومـةٍ |
قِيْـدتْ بأمـر الظالـم الـغـدَّارِ |
شعري دموعُ البائسيـنَ وعَبـرةٌ |
في وجـه طفـلٍ لائـذٍ بجـدارِ |
شعري سلاحي حينما جُرِّدتُ مـن |
سيفي وعاثَ الظالمـونَ بـداري |
سأظـلُّ أشهـره بقـولٍ صـادقٍ |
وبه سأفضـحُ كـلَّ جَـدْوةِِ نـارِ |
وبه وما في حوزتي سأذودُ عـن |
حبي الكبير على مدى مشـواري |
وجـه الحيـاةِ مقنعًـا أبغضتـهُ |
ويشوقُني وجـه الحيـاة العـاري |
يا ساسةَ القمـعِ الرهيـبِ تأهبـوا |
وتسلَّحـوا بحديـدكـم والـنـارِ |
إني صحوتُ فلا تخدرنـي حـلا ... |
... وةُ منطـقٍ ومهـارةُ استعـمـارِ |
إني صحـوتُ فجـرِّدوا أسيافكـم |
وتجسسوا و تحسسـوا أخبـاري |
إني صحوتُ ولستُ أخدَعُ بعدهـا |
يومًـا بزيـفٍ خـادعِ الأبصـارِ |
ما عدتُ أؤمنُ بالأباطيـل التـي |
تُروى عن الأشبـاحِ والأخطـارِ |
ما عاد يرعبني الدَويُّ ولـم تعـد |
نفسـي تُـراودُ نفسهـا بِـفِـرارِ |
ماضٍ إلى الظلِّ الظليلِ برحمةِ الر ... |
... رحمـنِ والرَّمـضـاءُ للكـفـارِ |
ياساسةَ القمـعِ الرهيـب تفننـوا |
بالقتـلِ بالتعـذيـبِ بالإعـسـارِ |
واستخدموا الإعلامَ في ترويجِكُـمْ |
للفسقِ فـي التظليـلِ والإسكـارِ |
فضّوا المزادَ فلن أبيـعَ كرامتـي |
وتفرقـوا يـا طغمـةَ الأشـرارِ |
إني صحـوتُ فلملمـوا أشياءكـمْ |
الله أكبـرُ منهجـي وشِـعـاري |
هي صحوتي فاستنصروا بعدوكـم |
وتربَّصـوا بالخيـر والأخـيـارِ |
هاتوا معـاولَ هَدمِكُـم ودَمَارِكُـم |
واستجمعوا طاقَاتِكُـم لحصـاري |
وابنوا السُّدودَ على حديثِ طِرازها |
لن تحجـزوا بسدودكـم أنهـاري |
يا ظالمي - بُشرى تسؤوكَ - إنني |
استيقظتُ من نومي نفَضتُ غُباري |
حرِّك جيوشكَ لن تواجه صحوتي |
بالواقفيـن علـى شفيـرٍ هــارِ |
حرِّك جيوشك لن تُناطحَ صخرتي |
بجماجـمٍ صُنعَـتْ مـن الفخَّـارِ |
جسمي النحيـلُ وسيلـةٌ محـدودةٌ |
ونقاءُ فكـريْ فسحـةُ استمـرارِ |
الهبْ ضلوعيَ بالسيـاطِ وشُدَّنـي |
للقيـدِ حَـرِّق وجْنَتِـيْ بالـنـارِ |
مشِّط بأمشـاطِ الحديـدِ جوانحـي |
هـا مَفْرِقـي فانشـرهُ بالمنشـارِ |
ما في يديكَ سـوى نحيـلٍ بائـدٍ |
فاقتلـهُ تحيـى بَعـدَهُ أفـكـاري |
اقتلْ فلستُ بمسْجِدٍ لـكَ جبهتـي |
اقتـلْ فلسـتَ بـرادعٍ تـيـاري |
و اسفكْ دمي لتجيءَ أخرُ قطـرةٍ |
برسـولِ جيـشٍ قـادمٍ جــرَّارِ |