غضبُ الطّبيعة ، كما أرادت الطبيعة ، لم تمنحه الطّبيعة ، الطبيعة قاسية ، كوارث طبيعية ، رضى الطّبيعة ، جنون الطّبيعة... إلى آخر هذه المصطلحات الإلحادية التي يكثر من التّعبير بها الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ، في رواياتهم ومقالاتهم ، ودراساتهم ، وكلّ هذا لا عجب فيه لأنّه يصدر عن أناس لهم دينهم ولنا ديننا ، ولكن المصيبة العظمى والطّامة الكبرى أن ينجرّ وراءَ هذا السّراب كثيرٌ من المثقفين والأدباء والكتّاب المسلمين ، كما هو معلوم عند من له اهتمام بالقراءة والمطالعة في الكتب والصّحف والمجلات ..
الله عزّ وجلّ هو الخالق الرّازق المحيي المميت المعطي المانع إلخ كما هو معلوم في أبجديات عامّة المسلمين ، "إنا كل شيء خلقناه بقدر " سورة القمر (49) ...
تدبّر معي قول الله عزّ وجلّ في سورة هود :
( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ( 41 ) وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ( 42 ) قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ( 43 ) .
ولو قال سآوي إلى ربي فهو يهديني كما تقولُ الأنبياء ، لنجّاه الله عزّ وجل ، ولكنه اعتصم بالطبيعة والتي من ضمنها هذا الجبل فأغرقه الله ...!!!
سبحانك سُبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك
نقلا عن عصارة أفكار وخواطر ربيعية / بقلم ربيع السملالي