استوقفني قوله عز و جل : (فأما الذين شَقُوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) و قوله بعده : (وأما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ) حيث ورد فعل (شَقُوا ) مبنياللمعلوم و (سُعِدوا ) مبنيا للمجهول .
سَعِدَ / يَسْعَد فعل لازم ، لذلك لا يمكن أن يسند للمجهول ، لأنه لامفعول له يقوم مقام نائب الفاعل . لأن فعل ( سَعِدَ ) إذا بُنِي للمجهول الأفصح أن يُقال فيه ( أُسْعِدَ ) وليس ( سُعِدَ) .
- استعمل القرآن الكريم (سُعِدوا) كما استعمل غيرها من اللهجات العربية في مواضع أخرى ، و هي لُغةٌ من لغات العرب ، و هي خارجة عن القياس ، فحُكي عنهم : ( سَعِدَه الله ) أي أسعده . و لعلّ قولنا ( مسعود ) يعزّز هذه اللغة ، لأنه على وزن مفعول من سَعِدَ ، إذ وزن المفعول من أَسعَدَ هو مُسْعَد .
-كما قيل إن ( سُعِدوا ) مأخوذ من ( سَعَدَ ) أي وفَّقَ و أعان، و ليس من الإسعاد .