ليس كل فتنة مذمومة، فالدنيا التي امتنَّ الله بها علينا، فتنة ليعلم الشاكر من الكافر،
فمن أدى حق الله فيما أعطاه، فقد نجا من فتنة الدنيا، ومن قصَّر في ذلك، فهو المفتون في الدنيا.
الفتنة تكون رفعة للمسلم، فالمصائب فتنة تكفَّر بها السيئات، وتُرفَع بها الدرجات. الفتنة سُنة الله في الخلق، باقية ما دام يوجد كفر ونفاق وإيمان. أعظم الفتن وأشدها خطرًا: فتنة الناس عن دينهم، فالاعتداء على الدين أعظم جُرمًا من الاعتداء على النفوس. أعظم دعاة الفتنة هم المنافقون؛ حيث يتستَّرون بدعاوى مختلفة، يفتون بها المسلمين عن دينهم. المنافقون يصفون المصلحين بدعاة الفتنة، وقد أخبرنا الله عنهم بأنهم سقطوا في الفتنة، فهم في وحل الفتنة يخوضون.
من الفتنة: ترْك إنكار المنكر، وعدم الاحتساب على الخارجين على الشريعةمن الفتنة، وإتاحة المجال للخارجين على الشريعة المنزلة بحجة التعددية.
.
بوركت استاذنا ومت بكل خير.