تراخى الحنينُ على قوتِهْ
وجرحُ العروبةِ في ذروتِهْ
تعطّل في القلب ترسُ الغرام
فلا تعتبيهِ على وقفتهْ
وإني ورغم الحنان الشباب
أحس الكهولة في نبضتهْ
فلا وجهك القمر المستدير
يشد انتباهي إلى قمرته
ولا نهدك المستفذ التلال
يثير عوائي على تبته
ولا الأحمر العنب السكري
ولا الأسود الجعد في ظلمته
فقولي إلى العطر : صبر جميل
ولا تنهريه على شهوته
وعينيك يا وحي عند الغروب
ودمع اليتيم على وجنته
أنا غارق فيك حتى النخاع
وقلبي توقف من لوعته
تعبت وفي داخلي ميتون
وقاموا مع الليل في خلوته
أحبك كيف وكلي شعورٌ
تموت الفحولة من نسوتهْ
أحبك كيف وهذا الفضاء
كلام الفضيحة في مقلته
أحبك كيف وروحي هناك
على شاطيء التيه في زحمته
أنا ميت من زمان قديم
وظلي تشبث في جثته
أقيمي علي طقوس الغياب
إلى أن أعود بلا غيبته
لماذا تحبين حلما خيالا
تعثر في الوهم من خيبته
سلام على الحزن كيف استطاع
يغر السعادة في نظرته
سلام على خوذة الفاتحين
وصدر ثنى الرمح عن وجهته
على المرهفات على الضامرات
على الساهرين على صهوته
يهوذا أتى عنترا واستباح
حِمام الدخول على عبلته
وأنجب لا خيبرا واحدا
ولكن خيابير من فعلته
وكي لا يقال عليهم يهود
يصلون بالناس في كعبته
ويتلون مما تلاه النبي
ويبكون بالدمع في حضرته
وليس على الذئب دمع عسير
لكي يوقع الشاة في حفرته
فقالوا و كان النفط الحقير
شهيدا مع الغرب في خطته
لنعلي من الدين أمر القشور
ونخفي الجواهر من جعبته
وفينا السمؤال طلق اللسان
ولا زور يبدو مع لكنته
نطيل اللحى ونقص الثياب
ونخرج للناس في هيئته
نحدثهم عن فروض الوضوء
ونمسك بالقشر من سنته
وكيف الفطور وكيف السحور
وكيف الطواف بلا رفسته
عن الحكم فيمن نسى ركعة
وكيف يعود إلى ركعته
وصبرا على ظلمة الظالمين
ويا حظ من مات من ظلمته
فكم قد دعا بالصبر الإله
لكي يدخل الناس في رحمته
وأن الخروج على الحاكمين
خروج على الرب في شرعته
ونذكر للناس أمر الحروب
ولكن لنمحوا رؤى فكرته
نحيي السلام وأهل السلام
ومن يحشد القوم في دعوته
أما زار يوما مريض اليهود
رسول الأنام مع صحبته
وعاشوا معا تحت سقف السماء
فما لك تنكر في سيرته
ونطرد من قال فينا الكفاح
ونطعن بالعقل في قولته
ضعاف وما عندنا من سلاح
ونصف العماء ولا عتمته
لقد علمونا الخنى والخنوع
وحب السلامة عن ثورته
وقد حرفوا الدين حتى النخاع
وأبقوا على الله في صورته
ولو قام من قبره المصطفى
لعاد إلى نشره دعوته
وبشر بالدين دين الفحول
ولم يخش في الله من وحدته
وقالوا عليه كما كان قيل
ليبقى النظام على حالته
تقولون للقدس يوم معاد
سنرجع فيه إلى حجته
فماذا فعلتم بقلب الفرات
وماذا فعلتم مع دجلته
ألا تعلمون بأن العراق
كيوسف للشرق في محنته
طرحتوه للغرب طرح الذئاب
وعدتم لتبكون من شيعته
ومات من الجوع بطن الصومال
وأنتم تموتون من قلته
ويا شام كانت إليك قريش
تجيء من الجوع من شدته
وأما وقد صار في كرشها
طعام يزيد على رحلته
فولي إلى الله وجها جميلا
ولا تسأليها على قبلته
تقول الصديقة لي جارح
كلامك خفف من حدته
وربك ما جلدهم جلد ناس
ولكن خنازير من تخمته