|
عاجَ الكلامُ على الدُّجى ثبجا |
فكأنَّه .. عندَ الكلام دُجى |
درجتْ إليه دمنةٌ حدجتْ |
ما كانَ مُرتهجا .. إذا درجا |
نسجتْ عناكبُها متاهتَها |
من صوتِه المَنسيِّ مُنتسجا |
حتَّى إذا حَرجٌ ألمَّ بها |
فتوهَّجتْ .. ألقى بها حرجا |
تاهتْ لتخرجَ منْ حكايتِها |
فتهدَّجتْ حرفا .. وما خرجا |
تأتي وللحُمَّى مَواقدُها |
كيْ تَستقرَّ عَصاتُها لَججا |
منْ كلِّ عاريةٍ مَقاصدُها |
وبكلِّ كاسيةٍ رأتْ لُججا |
وإلى مَرائيها شَواهدُها |
تخلو إلى شيءٍ وما نتجا |
دَرَجٌ سَتصعدُه مَعاقدُها |
حتَّى تُفكَّ .. وتَنتهي درَجا |
حُمَّى وللحُمَّى عَوائدُها |
إلا إذا حرفٌ بها امتزَجا |
حامتْ حواليه سَوانحُه |
وتَساجلتْ مَزهوَّةً بهجا |
لاحتْ إليه إذ تُطارحُه |
شبهَ الفراشةِ تَرتقي سُرجا |
باحتْ فأدنتْها بَوارحُه |
تنزاحُ باللاشيءِ مُنفرجا |
ما لوَّحتْ إلا جَوانحُه |
بالذَّارياتِ لتنتفي مُهجا |
قَدحتْ به نارا جَوارحُه |
فإذا تَمثَّلَ .. حكَّ مُمتزجا |
نَبستْ بخافيةٍ قوادمُه |
هلْ طارَ ؟ لا سَمكٌ هنا عرجا |
النَّهرُ مُختلسٌ. تَمائمُه |
لمْ تختلسْ، منْ نَهره، ودجا |
هلْ حارَ ؟ نائمةٌ عَوالمُه |
وإذا هذتْ لمْ تنتكسْ دلجا |
النَّهرُ مُلتبسٌ. عَمائمُه |
زبدٌ على هام الكلام سجا |
هلْ غارَ ؟ هائمةٌ سَوائمُه |
في بيدِ قافيةٍ .. فلا سُرجا |
قالَ الكلامُ إلى قَصيدتِه |
ما لم يقله شاعرٌ نسجا |
ألفى حَماما طائرا لغةً |
فغفا .. كأنَّ لسانَه لهجا |
أخفى كناياتٍ بجُبَّتِه |
فتلفَّتتْ مأسورةً .. وهَجا |
وتلفَّتتْ مكنيَّةً أرجا |
إنْ صرَّحوا .. وتنهَّدتْ بَلجا |
قالَ الكلامُ كلامَه مثلا |
للحائرينَ بديهةً وحجا |
قالَ: اتَّئدْ ما تلكَ قائلةٌ |
إلا قليلا كانَ مُختلجا |
ما تلكَ للكلماتِ واصلةٌ |
وإن اتَّبعتَ سرابَها نهَجا |
لا تَطمئنَّ إليكَ. نازلةٌ |
في بئرها لغةٌ .. بما لزجا |
طميٌ وأسمالٌ مُولولةٌ |
وصدًى يَرنُّ فراغُه أمَجا |
لا تُسبلنَّ عليكَ. مُسبلةٌ |
أستارَها تلكَ الظنونُ دُجى |
قالَ: اتَّقدْ والمُفرداتُ هُنا |
ديباجُها وشيا قد انبلجا |
كانتْ وشاحا نافحا فتنا |
للسَّائلين .. وفائحا أرجا |
كانتْ جناحا سائحا سكنا |
للرَّاحلين .. ورائحا بَهجا |
هيَ تَنتقي ألواحَها زمنا |
للمائلين .. وتَنتقي دَرجا |
فاصعدْ لتأخذَ وجهةً وطنا |
واصعدْ ليتَّقدَ المدَى نَهَجا |
قلتُ: ابتردْ لا أنتَ طالعُه |
أيَّانَ كانَ مَدارُه فلجا |
كنْ واقفا ما كانَ ذارعُه |
يَطوي قصيدتَه لينعرجا |
كنْ هاتفا إمَّا جَوامعُه |
كلمٌ، وإمَّا حَرفُه اعتلجا |
كنْ خائفا لولا لوامعُه |
كانَ القتامُ إليكَ خفقَ دُجى |
كنْ طائفا ما أنتَ سامعُه |
حولَ القَصيدةِ تَتَّقي رتَجا |
قلنا: فكونوا في قَصيدتنا |
: .. لكنَّهمْ يَبغُونَها عِوَجا .. |