|
للشِّعر إنسانٌ جميلٌ نَيِّرُ |
عذبٌ بديعٌ بالقصائد مزهرُ |
نضرٌ رقيقٌ باهرٌ متألقٌ |
حلوٌ شفيقٌ بالشذا متعطرُ |
تصفو مزاهِرُهُ بضوء ضرامه |
فيلوح نورٌ للضيوفِ منورُ |
بمعية الوجدان قَرَّ قراره |
كالودق بالخير الموقر يقطرُ |
ويهل نصٌّ من نصوص حديثه |
نصٌّ شهيٌّ بالحروف مُسَكُّرُ |
تستشرف الأرواح آفاقا له |
وتحل فيه مع الفؤاد وتظهرُ |
وترافق الإنسان إنسان النقا |
وتقول للجمع الغفير : تَفَكَّروا |
فالمرهف الراقي المنير بحسه |
ينمو الشعاعُ العبقريُّ الأزهرُ |
فيه الأزاهيرُ التي بنضارها |
حسنٌ بهيٌّ بالبها متطهرُ |
وزُهَيْرُها المشتاق في إقباله |
بين الزهور بدأبه يتبخترُ |
فبروضه الإزهارُ أظهر خبئه |
وبدوحه يزهو المنارُ المثمرُ |
للعين إنسان يضم ضياءها |
وبها المشاهدُ بالشواهد تُبْصرُ |
والقلب أيضا لا تزال عيونه |
تسمو بآفاق الحياة وتنظرُ |
والروح والوجدان .. والنفس التي |
أغوارَ أشياء المعايش تسبرُ |
ولسان منطقها الفصيح قرينه |
شعرٌ بإبداع البيان معبرُ |
تصفو بلاغته الدقيقة أينما |
حلَّت يحل الإنبهارُ ويخطرُ |
وبميسم الإشراق سيماء الندى |
لاحت وفيها بالمروج تَجَذُّرُ |
يا أيها الإنسان أنت بروحنا |
روْحٌ منيرٌ للقصيد مُفَجِّرُ ! |
تشدو لنا الأشعار ساعة نضجها |
فبها يُوَلِّي هَمُّ نفسٍ مُضْجِرُ |
وبها يغَنَّي بالنفوس سرورُها |
والطيرُ والغرس الرطيبُ الأخضرُ |
وتواكب الأجيال سير حنينها |
عبر الزمان وبه الحوادث تُذْكَرُ |
وتهيم بالحب المؤرخ كيفما |
دانت لها الأحباب فيهم أبحروا |
فهم الذين بحسهم وشعورهم |
آفاق أصداء البدائع صَوَّروا |
وهمت مواهبهم رقيق رحيقها |
بمزاجه نزفُ العقول وسُكَّرُ |
ما (قيسُ) ما (ليلى) بدون قصيدة |
فيها تجلَّت (عبلةٌ) أو (عنترُ) ؟! |
وبها تلالت بالقوافي مهجةٌ |
رقَّت وفيها الإنهمال الممطرُ |
تزهو بآلاء الجمال وتحتمي |
بالبوح يزجيه النسيمُ الأذفرُ |
وبه تطيب الأمنيات وترتقي |
فينا ويزكو بالعقول تَفَكُّرُ |
وتعود فينا ذكريات جمةٌ |
برجوعها يأتي التراثُ ويحضرُ |
أعوام عمرك يا رفيق حياتنا |
منذ الأوائل من سناكَ تنوروا |
وبعمق صدقك بالحياة تمرَّسوا |
وبهمس شدوك يا رقيقُ تأثروا |
إنسان شعر من قديم لم يزل |
يحثو فيربو المستباحُ الأوفرُ |
شعر الرقائق والغرام وما جرى |
بين الأنام وما به قد أخبروا |
وتضم مكتبة العصور نتاجهم |
تجرى به بين العقول الأبحرُ |
منهم شقيٌّ بالغرام ومُسْعَدٌ |
وبهم حبيبٌ بالوصال مشَمِّرُ |
وترى البلابل بالغصون تدفقت |
منها الأغاني بالهيام تحدَّرُ |
فيها اللحونُ ترنمت أوتارها |
ببديع أصوات .. وشدوٌ مبهرُ |
يا صفوة الإبداع طاب مقامكم |
بين الأرائك في حماها الأسطرُ |
ضمت نفائس بوحكم وغنائكم |
يحدوه دُرٌّ بالسماع وجوهرُ |
في ملتقى الإبداع إنسان الورى |
قامت قوائمه بهن العنبرُ |
وبطيب متجه القلوب أريجها |
بالروض فيه نعيمها والكوثرُ |
بالحب ترتاح الأنام بطهرها |
عزٌ ومجدٌ بالحلالِ مُقَدَّرُ |
بالبغض تختار البرية حتفها |
وبه استعارٌ بالمداد مُحَرَّرُ |
فبخبث هاوية النفوس جحيمها |
ويلٌ فظيع بالهلاك مُسَعَّرُ |
ما أجمل الإنسان إنسان النهى |
إن كان فيه مع الصلاح تَدَبُّرُ |
يحيا بروضات الجمال على المدى |
يحلو شذاه المستطاب النيِّرُ |
يا شعرَ إنسان القريض بمهجتي |
حبٌّ لأجلك بالوداد مٌسَطَّرُ |
واصل وصالك فالوصال سجية |
فينا تُحَبُّ على الدوام وتُفْطرُ |
إني عشقتك مذ حللت بمهجتي |
يا أيها الإنسان أنت الأشعرُ ! |