تعمشق في ضفيرتها
قفا نبكِي على صبرا وشاتيلا
على طفلٍ بكى جوعاً
يُغطيهِ نزيفُ الأُمِّ تَبليلا
أَثارَ بكاؤهُ الشيطانَ أَرْداهُ
بِطلقةِ كاتمٍ بالرأسِ تَدليلا
فداسَ المهدَ والأقصى وقرآناً وإنجيلا
قفا نبكِي على عكَّا
أضاعتْ في لهيب النارِ.. في بيروتَ قلعتها
وبونابرتَ لمْ يُهزمْ..فمزَّق جلدَ فلذتها
أدانَ الحاكمُ العربي مجزرةً لِقسوتها!!
فقط دينتْ لِقسوتها!!
وغَطتْ نشرةُ الأخبارِ تمجيداً لِجُرأتهِ إدانتها
تواضعَ وانزوى خجلاً بركنٍ فيهِ إيهوديتَ تنتظرُ
فَداعبَ خصرها وَلِهاً..تَعمشقَ في ضفيرتها
قفا نبكِي على بيروتَ عثرتها
أفاقتْ من لظى حُلمٍ على وَغدٍ بِقاع الدارِ والمينا
ويَسخرُ من أوابدنا وماضينا
يُدندنُ في شوارعها بِتكسيرٍ أغانينا
فعَمَّ السُخطَ في بيروتَ وانتفضتْ
فصارَ اللحمُ في الأكياسِ يُرعبهمْ ويُرضينا
وصارتْ أرضنا لَهباً على الأوباشِ تَحرقهمْ وماءُ النبعِ تَسقينا
قفا نبكِي على تاريخنا العربيْ
تَشوَّهَ في مدارسهمْ
وسُجِّلَ باسمِ خَزْريٍّ تَهَوَّدَ في المدى الأقربْ
بأمثالٍ تَعلَّمها منَ السِفرِ
فَبزَّ بِمكرهِ الثعلبْ
وفِكراً بَيننا نَشروا
بِأنْ مَنْ يَلعنُ التاريخَ يَشجبهُ هو الأنجَبْ
وهمْ عن كِذبةٍ حَفروا بَواطنَ أرضنا الملأى
بِآثارٍ لنا تُنسبْ
وقَدْ فَشلوا
بِأنَّ لهم بهذي الأرض تَنزيلا
قفا نبكِي على صبرا وشاتيلا
على وَجعٍ لِمنْ سُحقوا بِعَتمِ الليلِ تَقتيلا
على خُذلانِ أنظمةٍ أضاعَتْ في طريقِ الغَربِ نَخوتها
ومُمتَهنٌ كرامتها
ولا تَقبلْ بِذُلٍّ مِنهُ تَبديلا
لصكٍّ غَربها منحتْ وتوكيلا
ألا انتظروا لنا فَجراً وتَهليلا
سَيأتي يومُ غَضبتنا..لكمْ خِزيٌ
ونرفعُ رايةَ التحريرِ تعظيماً وتبجيلا