|
( صمتتْ فحاكتْ كلَّ قلبٍ ذاكرِ |
نطقت فــأحيتْ كـــلّ عبــدٍ ضـــامــرِ ) |
وتباركت توحي الجلال عظيمة |
من كـــلّ ركــنٍ بالمــحــبّــةِ زاخــــرِ |
فـتـبارك اللهُ الجليل وبيتـه |
البيت الحـــرام ، أمــانُ كـــلّ مـسـافـرِ |
بل قِـبـلـة الصــلحاء ما طال المدى |
تـضــفـي عليـهـم نــورَ ودٍّ غــامــــــرِ |
تـعـطي لكلّ الـقـاصدين مناهمُ |
تــشــدو وللأزمــــان نــفـحُ عــواطــرِ |
ما كان يفقه ذوقها ونعيمها |
إلاّ ذوو الإخـــــلاص أهــل بـصــــائـرِ |
هـمْ عندها ، هي عندهم ، طافوا على |
أفــق المـعــالــي كــابــراً عـن كـــابـــرِ |
صـانوا بـهـدي النــور فيضَ جلالها |
وجــمـال مَــن أغــنى فــؤاد الـنـاظــــرِ |
آبــوا فــمـرّوا زائــرين جنانــه |
تــاقـــوا إلـــيـه إلــى نـــداه الـبـــاهـــرِ |
ألـقـــوا ســلامَ المغرمين تحيّة |
وبـــكــوْا بــدمــعِ صــبابـةٍ ومـشـــاعـرِ |
يـسْـتـنـشــقـون عــبيره لـمّـا سرى |
مــن قــلــبه الـحـانــي الـعـظـيم الطــاهرِ |
من روضـــةٍ طرب القريض بذكرها |
فـمـضـى يــنـاجــيـهـا ضــميرُ الشــاعـرِ |
طوبى لكل الطائفين ومن بهم |
نـال المـرام ، تـعـلّـقــا بـســــتــائــــر |
يعنو إلى أهل الهوى مستوثـقـا |
مُـسـتـعـلـمــا مــن أصـلِ نهـجٍ عـامــِر |
ولــهُ بــأنسِ رياضِ ذكرٍ مَعلمٌ |
فــإذا المـعـالـــمُ صـــرحُ مجـدٍ ظـاهــرِ |
طوبى لمن زاروا الحبيب توجّهوا |
نحـــو الـقــلـوب ، فـأخـلصـوا للغـافــرِ |
طوبى لكل العاشقين ومن غدوا |
مُـسـتـمـسـكـيـن بــرَوْحِ نـجـم زاهــرِ |
يـتـنافسون بحب مشكاة الهدى |
ولـهـم مــع الملكــات صفـو مصـادرِ |
رشــداء أفـئـدةٍ تـنـاهوْا رأفــة |
كــي يـنهـض الأبــنـاء دون مـعــاثـرِ |
كي يـبـدأ العهد التليد مجدّدا |
عهدُ السعـادة عـنــه جُــلّ خـواطري |
كيما تهبّ جموعُ أهلِ مودّتي |
للمسجــد الأقـصى وقــدس مـفاخري |
وهناك في الفردوس يفرح صحبةٌ |
وتـشــعّ مـن لغــة الخلـــود مشاعري |