|
حيوا القضاء قضاء مصر العالي |
حصن العدالة .. معقل الأبطالِ |
نبع الفضائل من قديم زمانه |
ميزان أهل القسط والأفضالِ |
مازال يثبت أن مصر دعامة |
للحق عبر مسيرة الأجيالِ |
وبأن أس الحكم محض تحاكم |
بالعدل والقسطاس في المثقالِ |
كم ذا شهدنا للقضاة مواقفا |
شعت ضياء في ظلام ليالِ |
واستغرقت بنضالها وكفاحها |
للظلم في عزم وفي استبسالِ |
وتشبثت بحقوقها بثباتها |
دون اختلال القول والأفعالِ |
حتى بأوقات صعاب أطبقت |
في مصر كانوا موئل الإجلالِ |
كمنار نور ساطع متألق |
بالمعطيات بفيضها الهطالِ |
بربوع مصر تألقوا وتميزوا |
بمزيد أمن الحكم والأحوالِ |
كالأسد في سوح العدالة بالعلا |
بعرينهم بمهابة ونضالِ |
وصيانة للحق طاب ضميرهم |
ونميرهم في سلسبيل زلالِ |
تزهو حدائقهم بغرس نمائهم |
بزهور روضات لهم وظلالِ |
ومحاسن شتى بآلاء بها |
ما للقضاء من العطا الهطالِ |
تزدان أرض كنانة بقضاتها |
وتحفهم بالحب والإجلالِ |
والفخر أنهمُ بمصر حماتها |
من كل زيغ بالهوى وضلالِ |
ومن العتاة المفسدين تجبروا |
فيها بمكر الظلم والإضلالِ |
كم عاث في مصر الذين استكبروا |
سوءا تخلل أرضها بوبالِ |
وتلصصوا فيها بأعين خبثهم |
وتخبطوا في الغي والأهوالِ |
واستعملوها بالمفاسد أصبحت |
فيها وسائل كثرة الأموالِ |
فاختل ميزان العدالة بيننا |
وهوى الفقير بحفرة الإهمالِ |
وعدت ذئاب للغني بفحشها |
تُلقي بمن تلقى بجرف نكالِ |
حتى تشوقنا الخلاص وأسلمت |
مصر الفؤاد لربها المتعالِ |
فأمدها بالعون جاء بقدرة |
ومشيئة قدسية الإقبالِ |
وسما القضاة بمصرنا فتفتحت |
أزهارها بربيعها المتوالي |
في كل ربع من ربوع نضارها |
بالحسن أسبل أحسن الإسبالِ |
طلت مباهجها بأزكى طلعة |
كالبدر يبدأ من رقيق هلالِ |
يختال في أعلى الفضاء بنوره |
يزهو لنا في مستنار تلالي |
فنراه بالإعلاء في جو السما |
بتخوم فخر حقيقة وخيالِ |
يا مصر عزك بالزمان سجله |
أعطى الخلائق بهجة الآمالِ |
واستعذبوا الأمجاد كانت للملا |
منك الملاذ بصالح الأعمالِ |
فلك المحبة والوداد بشوقهم |
جاءوا وراحوا في أعز منالِ |
وتفيئوا روضا شذيا يانعا |
بحمى الجميلة نضرة الإظلالِ |
فيها يرون الحسن ممدودا له |
بالمجد رونق بهجة ونوالِ |
فمكامن الإشراق في إبداعها |
تسمو سموا باهرا بجمالِ |
يشتاق من رام العلاء رحابها |
ويؤم دوحات بها برحالِ |
حلت بروض الأرض مصر فروضها |
بسط بوفرة خيرها وغلالِ |
من فضل ربي ذي الجلال المرتجى |
في كل أمر .. ربنا المتعالِ |
أهدى الحبيبة مصرنا أسنى العطا |
وأفاض فيها بسطه المتتالي |
فالحمد لله العظيم بفضله |
مصر الجمال بحصن عدل عالِ |
والشكر لله الكريم بحفظه |
قدر الحبيبة قدر فخر غالِ |
حيوا القضاة بدأبهم وبعزمهم |
قالوا الحقيقة كلها بمقالِ |
بعدالة الأحكام في إشراقها |
صارت بحق مضرب الأمثالِ |
ولسوف تزداد الحبيبة مصرنا |
حسنا كأبهى صورة ومثالِ |
فالظلم ولى واستعادت أرضنا |
أركان عدل صادق الأفعالِ |
وقضاة مصر حماتها في حصنها |
ناروا مسيرتنا بنور وصالِ |
بين القلوب وشائج بضيائها |
تحلو لنبلغ مستحق كمالِ |
ما أجمل العدل المهيب قضاتنا |
بثوه فينا بالرحيق الحالي |
سبحان ربي ذي الجلال بأمره |
نلنا العدالة في صفا استرسالِ |
والملك لله العظيم بحكمه |
يقضي القضاء بقدرة للوالي |
صلى الإله على النبي المصطفى |
طه (محمد) (أحمد) والآلِ ! |