صاروخكمْ تشظّى من عُمُري في هذه الغُربة !
عشر سنوات ، خمسَ عشرة ، عشرون .. لست أدري! لم أستطعْ إحصاءها لأنّ سنين المغترب تأبى إلاّ أن تُعَدّ بأرقامها الخاصّة اللئيمة : بنواجذ الغُربة وأنيابها وأظفارها ، وهنا تبدو أيامُ العمر كلّها أقلّ بكثير !!
لكنّ هذا كلّه غيرُ مُهمّ عندَ ذلك الجُنديّ النّكرة ، ولم يخطرْ بباله ! هلْ أشبعوه من الغُلّ ؟ هلْ روّوه من الجَهل ؟ هل سَلبوه العقل ؟ .. لستُ أدري !
لعلّه قبلَ قليل كان يَسْكر،أو يلعبُ الورق مع أمثاله، أو يتّصلُ بحقيرته في القرية النّجِسَة ..لستُ أدري !
جاءه الأمرُ من أحدِ أربابِهِ في الأرض ؛ فأطلقَ ذلك الصاروخَ الأعمى ، فدمّرَ تلك العمارة فاغتيلتْ فيها ثمرة تلك السنوات المُمِضّة .. التي لم أستطع عدّها !!