هـي خطـوةٌ أخـرى وأبـلـغُ مقصـدي ... وأنــالُ إكـــسـيرَ الخـلـودِ بمـــفردي
هـي خـطوةٌ حـيرى تئـنُ مـن الأسـى ... سئمتْ من الترحـالِ بحثاً عن غــدِ
من مطلعِ الشمسِ المبعثرِ في المدى ... حـتى احتـراقِ خيـوطِها في موقـدي
مازلـتُ أمشــيها بمــرغمِ مـواجعي ... وبـرغـــمِ وجـهِ العـائقاتِ الأســـــودِ
ياموتُ جـدْ لي بالـخـلاصِ فإنــني ... قد ملني صــبري وطــالَ توجــدي
مذْ جئتُ لـلدنـيا لأعـرفَ كـنـهـها .... أبصرتُ في لوحـي خطيـئةَ مولــدي
فهـربتُ مـن نفسـي لأُدركَ بـعضـَهـا ... والعينُ مبصـــرةٌ لـما أعيى يـدي
أيـن السبـيلُ وكــلُ مـا أصبو له ... (ذكـرى) من الأمـسِ الذي لم يُولدِ؟
إن أدبـرتْ تدنــو وإن هي أقـبلتْ ... تنأى الـخطى ويطـولُ دربُ تشـردي
فـأسـيـرُ لا أدري إلامَ وجـهتـي ... يـقـتادني وهـــمـي برغـــمِ تـرددي
تـجـترُ أقـدامي بـقايـا خـطـوةٍ ... سقطتْ على وجــهِ الـطريقِ الـمجـهدِ
في صفحة الغيبِ المليـئةِ بالأسـى ... نـهرٌ من الأحـلامِ صـعـبُ الـمـوردِ
سكبتْ به الأقدارُ في يومِ الـمـنى ... كأساً إذا الريانُ عاقرَها صـدي
من باءَ من بعـدِ الوعيـدِ بـشـربةٍ ... سيـموتُ بالأوهــامِ إن لـم يهـتـدي
ماكنتُ أعلمُ حين حـاصرني الردى ... أنـي صـريـعُ غـرامِـها وتـمـردي
أذنـتُ بين الناس حيَّ على الـهوى ... فـتزاحمتْ كـلُ القـلوبِ بمـسجـدي
حـتـى إذا لاح الظـلامُ تـفـرقــوا ... وبـقيـتُ وحــــدي حـارســاً للفرقـدِ
أغفو على الذكرى وأصحو بالمنى ... ولـربما أفــنى قـبيل الـموعـدِ
تحياتي لكل العابرين .... نديم الأسى