كان الانطلاق يوم الجمعة بعد الدوام من المركز التجاري أسواق السلام بحي الرياض - الرباط لتسهيل الأمر على الإخوة والأخوات القادمين من الدار البيضاء والمحمدية عبر الطريق السيار، لربح الوقت وتجنب العلوق وسط الزحام الخانق بوسط الرباط خصوصا مع تهيئة ضفاف أبي رقراق للعدوتين (الرباط وسلا) وأشغال الترامواي ....
مررنا على مدينة سلا وتوقفنا في العرجات وهو مكان يبعد كيلومترات قليلة عن سلا؛ وقد كان مكان استراحة لسائقي الشاحنات على الخصوص، ومع الوقت أصبح فضاء مشهورا بالمشاوي يقصده سكان الرباط وسلا على السواء خصوصا في الصيف والربيع حيث تمتلئ غابة الدندون المجاورة بالعائلات التي تنزه أطفالها في الهواء الطلق...
وقد ازدادت أهمية المكان بإنشاء فضاء الفلين في الواجهو المقابلة وهو فضاء عصري أنيق يأوي ناديا للرماية وقاعة أفراح ومرافق مختلفة إلا أنه لم يستطع منافسة فضاء العرجات الشعبي الذي احتفظ بالإقبال الكبير على مشاويه وطواجينه اللذيذة مع الشاي المغربي الأصيل والصلصة الحارة والزيتون ....
الوصول إلى مدينة خنيفرة ليلا والانطلاق على الساعة السابعة والنصف عبر طريق خنيفرة بومية ( 84 كلم) وبومية بلدة صغيرة جدا في الأطلس المتوسط، يعتمد سكانها على الزراعة والرعي وظروفها قاسية جدا مثلها مثل باقي قرى الأطلس المتوسط والكبير حيث التضاريس الصعبة والطبيعة المتوحشة.
لم ندخل بومية وإنما عرجنا على سهل أعريض في اتجاه تونفيت على بعد 37 كلم مرورا على لعمري (9 كلم) وزيارة زاوية سيدي يحيى أوسعد (10 كلم) والتوقف بأسّاكا على العاشرة والنصف صباحا والتملي بالطبيعة الجميلة استعدادا للمشي بمضايق تروث، وقد حاول بعض السكان ثنينا عن ذلك لأن الوقت لم يكن مناسبا إذ يكون هذا التوقيت الصباحي وقت الحملات أي الفياضانات المفاجئة بالمضايق والتي كثيرا ما تجرف معه بقرات المزارعين هناك....
جمال الطبيعة الأخاذ وحالة الطقس المستقرة شجعنا على المضي إلى المضايق التي كانت في أبهى صور جعلتنا لا نتوقف عن التسبيح لله وحمده على عظمته وإبداعه الكون بهذا الشكل المبهر العظيم، لقد كان التسبيح يخرج من أفواهنا تلقائيا دون اتفاق...