(خاطرة فيسبوكية)
...إيه يا معالي الوزير، بعد أن لم تعد تعرف كيف تمشي على بطنك، ها أنت ذا لم تعد تعرف كيف تمشي على قدميك، بعد أن تعودت على ركوب سيارتك الفاخرة خلف ذلك السائق الأعجف الذي لا يعرف بدوره، ولا أنت تذكر بدوارك، حين كنتَ دجاجةً في قاليدونيا الجديدة، ولا حين تطورتَ قليلاً فشرَّفت الثدييات مشكوراً، و أصبحتَ الكنغرَ في قفزة واحدة لكنها موفقة حتى وإن ظنوها ملفقة.. لقد أحسنتَ، إذ رفضتَ أن تصبح اليربوعَ، فأبيتَ إلا أن تجعل من قفزتيه قفزةً واحدةً في سبيل الاختصار الذي هو طريقك المستقيم إلى من لا تدري أيضا بأنك ستصبحه قبل أن تصل إلى عتبة حزبك هذا الذي تقوده، حتى وأنت بحاجة إلى من يقود بك سيارتك..إذا كانت خطواتك الدجاجية وقفزاتك الكنغرية قد أوصلتك إلى رحم أمك سليماً، حيث صوَّت عليك القدر بالإجماع، وقرر أن يجعلك بشراً سوياً، فيا ليتَ شعري، إلى أية خلقة ستصل الآن حين تمتطي سيارتك وتأمر السائق بأن يبلغ بك أقاصي السرعة نحو من يُحتمل أن تكون غداً؟..حتى وأنت الوزير وأنا مجرد جلد يواري سوءة بنديرك، فإني أخاف عليك من السرعة المفرطة، لأن من بين حوادث السير ما قد يفرغك من المنطق الأرسطي ويملؤك بالنباح عن آخر نفسك الأمارة بالتسرع، فإذا بك منزلة واصل بن عطاء بين قرد ابن المقفع وغيلمه.. حينها، لا مندوحة من كلبية معاليك، والعياذ بالرحمان من الشيطان الذي هو أفضل منك يومئذٍ، مادام من المنظرين، وأنت من الملاعين، إلى يوم يبعثون. أرجو لك وصولاً موفقاً إلى المحطة التالية على الأقل.. لك أن تجني محصول الظلام كله من النجوم، ولك أن تترك أغصان الليل عاريةً من النوم، فلن أبالي..هذا قطيعي من أيام الجمعات التي لم أصلِّيها منذ عرفت كيف أرعى الأديان في هذه الوديان.