تأخرت في الحديث عن فكرة كنت ارقبها منذ يومها الأول .. وهي نظرة شغلتني وفكرت فيها مليا ولكني كلما اردت الحديث عنها اعجزني سوء التعبير عن حقيقة الشعور الذي اشعر به تجاه امر كهذا.فقررت أن افكر بصوت مقروء بغض النظر عن حرفية الكتابة.
ان تبحث عن الحرية امر عظيم .. ولكن ن تقايض الحرية بحياتك .. كيف لي ان اصف عملا كهذا .
لقد خرجت الفتاتان بملء الارادة وعلم مسبق لما قد يحصل .. ومع ذلك استمرتا في الامر رغم ما وقف امامهما .
عاشتا اكثر من ربع قرن مقيدتين ولم تجدا تلك الحياة ..
آن لهما ان تتحررا .. آن لكل منهما ان تعيش حياتها .. وتعنى بشؤونها .
ان تصبح اما .. ان تحب .. ان تكون انسانة طبيعية .
هل تلك دلالة ان زيادة القرب قاتلة ؟
هل علينا ان نحتفظ بدائرة تحيط بنا وحدنا ؟ ربما . حتى من اختنا او اخينا. القرب احيانا شر من البعد.
اعود لامر الحرية .. وشجونها ..وكم اكبرت فيهما تلك العزيمة البادية والتفاؤل برغم الالم وضعف الامل .وكم تعلمت من هاتين الفتاتين العظيمتين دروسا في الحرية والصبر والبذل .. والشموخ اللامتناهي.والاتغلب على اصعب الظروف منذ النشأة الى عامهما التاسع والعشرين .
لفت نظري ايضا تلك الابتسامة التي لا تفارقهما .. والقيام بكل الواجبات الحياتية من صلاة وطلب للعلم
لفت نظري ايضا استعداد الواحدة منهما ان تموت لتعيش الأخرى .. فأي بذل أكبر من هذا البذل؟
ولكن اعظم قررار اتخذتاه هو البحث عن الحرية ..
فحزمتا الحقائب وانطلقتا الى رحلة اللاعودة ..
واذا كانتا رجعتا على نعشين فهما على الأقل .. حققتا هدفهما ..فنتيجة كبيرة تحتاج تضحية كبيرة.
ما أجمل ان تدفع حياتك ثمنا لحريتك .. فأثمن حرية .. هي ما قويضت بالحياة.
أن تعيش حرا .. أو لا تعيش.