للعلم رجاءً ( عشتار في القصيدة رمز بدل اسم المعشوق ولا أعني آلهة العراقيين القدماء البابليين وغيرهم )
( العشق الصوفي )
أنا لا أسوقُ اليأسَ ضعفاً لراياتي
وإنْ ساكنتْ مما جرى لي جراحاتـي
مضى العمرُ والباقي سنينٌ خواتمٌ
وحســــنٌ بظنٍ في بديعِ الســـماوات
تجاوزتُ عزماً ما أتانـي مُقدَّراً
وبالصبرِ قد غيرتُ حزماً مسـاراتي
أنا لستُ مَنْ يأسُرْهُ ليلٌ إذا سـجى
ويُبقـي دروباً مالـها من مُنيــــــراتِ
وشمسي وإن غابت لآتٍ بصـبحها
بإشـــــــراقِ آمـالٍ وأُجلـي غماماتـي
فعشتار شمسي في ابتسامٍ شعاعها
إذا ما تمادى ليــــلُ حزني وآهاتــي
فعمري بعشتاري زهى لي معيشـةً
بقـربٍ وأنوارٍ أضـاءتْ مســــائاتـي
أنا آسفٌ قد ضـاعَ عنـوانُ دارها
وعمــرٌ بزنزانات أســـــــــــرٍ مُذلاّتِ
بعشرٍ عجافٍ نلتُ فيـها مصـائباً
بها عشـتُ حيـاً بالمنى بينَ أمـواتِ
أعشتارُ إن أبقـت عليَّ النوائـبُ
زفيري كصوتٍ صـــارخٍ يالثـاراتـي
ونارٌ إذا ما ظنَّ في جرأةٍ سفاـ
هةً عاذلٌ بالمكرِ يجتاحُ ســــــاحاتي
فعشــتارُ محرابي وفيها قداسـةٌ
وزهوٌ بدمعي إن جرى في مناجاتِي
بعشتار روحي قد تسامت فخالَـها
بصــــدقٍ بلا ظـنٍ عنـاقُ النُجيـماتِ
وناخت على أعتاب بابي مُـذِلَّـةٌ
ســـموماً أذاقتنــي كمـاءٍ بكاسـاتي
تصوفتُ عشقاً والرضا منكِ مذهبي
وفي خلوتي همساً تناجيكِ دمعاتـي
وعيشي بخشنٍ راقني في تصوفي
هياماً نشيدي من صدى عزفِ أناتي
شـرابي وزادي ذكـرياتٌ فُتاتُـها
هي القوتُ لي لُمَّت بصحنِ الخيالاتِ
وما هنَّ إلا رجعُ أصـداءِ مامضى
إذا السقمُ شـوقي والمنايا محيطاتِ
فما الطيفُ عن عشـتارِ يغني كأنَّهُ
بديـلٌ فأيـن العـدلُ وســــط البديـلاتِ
فأُسـقى بمرِّ الـدَّاءِ شـوقاً دوائيا
فتزدادُ من وجـدي سـواداً غمامـاتي
سياحاً بروحي والمدى بينَ أنملـي
فما عـدتُ أُشْـقى قد طَويْتُ المسافاتِ
فمن لطف ربي وعد صدقٍ أنالك
شـهيداً بعشـقي مُعرساً وسـط جنـاتِ
فيا طهرَ قلبـي أنتِ فيـضٌ بنورهِ
تَخلَّيتُ نسـكاً في الهوى عن متاهاتي
ومـا أنتِ إلا مـن عظيـمٍ مـقدَّراً
قد ايقضتِِ لي روحي كزهـرٍ بنَسْماتِ
فحسـبي ليـومٍ فيـهِ أحيـا بنعمةٍ
بها ينقضـي يومي ورزقـي غـداً آتِ
وكالطيـرِ يزهوني غنـائي مُحلِّقـاً
متى شـئتُ أغصـاناً تكن لي مطاراتي
هنيءٌ بعيـشٍ ليـس لي من مُنـَغِّصٍ
متى حـطَّ ليلـي كان كفِّـي وســـــاداتي
إلى أنْ بفيضٍ حول قلبـي لبسـمةٍ
ينـادي أنا عشـــــــــقٌ رياضٌ بجنـاتـي
ملـيكٌ إذا استسلمتَ راضٍ لرايتـي
ومُلـْكاً لـكَ الدنيـــــــــــا ففـزْ بالمـلـذاتِ
تجرعتُ ياعشـتار كأسـاً سَقَيْتِني
بغصـــبٍ فلـما طابَ لي قلتـها هاتـــي
وما كان لي علـمٌ بمرٍّ إذا النـوى
سـتُغْريهِ أشـواقي بطـولِ المســافاتِ
ونيرانُ أحشائي حنينـاً سعيرها
لها من صـــدى ذكرى وقودٌ ورنَّاتـي
وعينيكِ عشقي لن ينلْ منه غادرٌ
وإنْ حطَّ موتي مسرعاً وسطَ سـاحاتي
لعشـتار عُتْبى في رضاها مؤمَّلاً
فلي في الرضـا منها سواري شـراعاتي