[SIZE="5"][/SIZE ( متى أُراقص الشمس )
كلٌ ....
أفلاكٌ تراقصُ الشمس
إلا أنا فلكٌ في صمتٍ وسبات
مذ غادروه ...
وحقت عليه السنن
راح قسراً ينأى بعيد
يعتصرهُ الجفا
حتى غدى كالعرجون القديم
أحتطبُ أشواكَ أشواقي
من صحارى التنائي
ذكريات عطشا
تحلم بمن يأتي من مدنِ الضباب
بالضباب سحاب
وباللقاء مطر .
لأوقدها دفئ روحي
وأنواراً لعلني أدور
وفي عين الزمان أغور
يحملني وحيُ توجدي
يسبقُ ذاك الذي في ملك سليمان
بساط الريح والعفاريت .
كآصفٍ قبل أن ترتد الجفون .
حتى أحطُ في قعر كفيها
أرائكي حنايا الخطوط
ومسيري حيث سارت
هو النعيم بلا ويلٍ ولا ثبور .
آه ...
أنى لي ذاك
وذاك في عينيها وديعةُ ربي
طاقة ونور .
أيا حلماً أضاعني
وألحدَ قوافلي في متاهات الصحارى
ساقني إليها كالرقيق سوطُ أقداري .
من يفتديني
والفداءُ منك لقاء .
تعيديني الى الشمس
وقد مزجتِ بضيائها
رضاب الجوى
ترسمين على بقايا صفحات عمري
قوس قزح .
وتشدين العناق من الشوق
تشهقيني عتابا .....
أسفاً تزفرين
تصبين العذر دمعاً في كؤوس الرضا
سماحة عشقي ثمَّ تسقين
فتبللين يبس روحي
كي أُعاود الرقص حول الشمس وأدور .
متشحاً كل الفصول ربيعاً وزهور
وانعكاساتي ...
صدى قصائدي يمزق صمت البراكين
ويؤججُ ما تحت الرماد جمرات
حانياتٌ عليها أضلعي
لتبين على قسماتي نور .
فمتى تعيديني الى الشمس
بأكف الندامةِ منكِ
مخاض صبري
راقصاً حولها أدور .
قد طال اعتكافي في صومعة آمالي
حتى تصدعت جدرانها
من نشيجي وابتهالاتي
وما توقفت من مدامعي
قوافلُ شوقي وأناتي .
يستبيحُ الظلامُ فضائي
يستميلني الوهنُ إليه
وتغريني به من قيد وعدٍ جراحاتي
ونزيف السنين على مقاصل انتظاراتي
يخطُّ سطوراً تحكي كهلاً
شاب على الضنى
وتيه المسارات
فانصفيني
ولو بوهم مسارٍ
إليك سمته
تعلله الروح بطي المسافات
تنتشليني من سحيق زمنٍ
مضى بين أوراقي ودمعاتي
وتقذفيني نحو الشمس بسرِّ اللقاءاتِ .
كي أرقصَ حولها وأدور .
يا سر حراكي دون عينيكِ
لا .. لن أرقصَ
لا .. لن أدور .
شعر
هاشم فزع الدليمي