ذبُلَ شُعوري كثيراً كثيراً,
وقد رأيتهُ يذوي,ويستسلم للموتِ صامتاً,,لا يلوي على شيء .
ثمَّ دخلَ شُعوري بغيبوبةِ التَّيبُّسِ والجَفاف .
ولشدَّ ما كانت دهشتي ,,,
عندما رأيتُ شُعوري يتحوَّلُ لمسحوقٍ أخضر !!.
وكمْ كانت دهشتي أعظم,
عندما أدركتُ أن هذا المسحوق النّاشف ,
ما زالَ يحتفظُ بنفسِِ اللون, ونفسِ الرّائحة, ونفسِ النّكهةِ العامرةِ الطّيبة.
ما هو سرُّ شُعوري؟؟
***
كثيراً ما نُشعلُ جحيمَنا بأيدينا !
وكثيراً ما نسعى إليه بأقدامِنا !
ثم نجلس على حافّةِ هاويتة المستعرة ,مترنِّمين متفاخرين,, مأخوذين بجمالِ نيرانِه المتأجِّجة ,مسحورين حتى النخاع !
حتّى إذا ما انزلقنا فيها ,وسوف ننزلق,,, ووجدنا أنفسَنا نتلوَّى محترقين في اللظى ,
نصرخُ مولولين مستغيثين,,,, حتى يُرعبَ صراخُنا الآفاق!!
ثم نبحث في كلِّ اتجاهٍ مستجدين قشَّة النَّجاة !.
فلماذا تهوى أنفسُنا الجحيم ؟
***
كلُّنا في الدُّنيا لنا حقوق , وكلُّ واحدٍ فينا يرى حقَّه فقط ,, ومن وجهةِ نظرهِ الخَّاصّة .
وكلُّنا علينا واجبات ,وأغلبُنا يتقاعسُ عنها ,ويقفزُ فوقَها ,ثم يخترع أغنيةً جديدة,, ليُهدهدَ ضميرَه ويُريحه, وينوُّمه ثانيةً لو استيقظ.
أما الحقوق,, فسوفَ تظلُّ الأحلى,, والأدعى للتَّشبُّث بها ,,والقتال من أجلها ,
وهذة طبعاً عبادة .
ولكنَّ القيامَ بالواجبِ على أتمِّ وجهٍ,,
هي العبادةٌ الأعظم !!
/
من فينا العبقري, الذي يقدرُ أن يجمعَ حقوقَ كلِّ واحدٍ فينا في بوتقة,,؟
ثم يصهرَها في النار المقدسة ؟
ليبتكرَ لنا مادةً جديدةً ترضي الجميع !!؟
***
ما زلت واقفاً, مدافعاً, مستميتاً, عن ما تظنّه حقاً,
ساحقاً حقوقَ الآخرين عليك تحتَ وطأةِ لسانِك ,
ومعتقداً أن هذة إحدى فضائِلك العُظمى !!.
ما أغربك!
ماسة
شكرا للأستاذ عبد السلام هلالي