|
قَالَتْ وَقَدْ صَمَتَتْ حِينًا مُغَالِبَةً |
دَمْعًا يَهِلُّ مِنَ الْعَيْنَيْن كَالْقَطْرِ |
إِنَّ الْهَوَى يَا عَزِيْزِي نِعْمَةٌ عَظُمَتْ |
إِنْ صُنْتَهَا وَنَعِيمٌ دَامَ بِالشُّكْرِ |
الْحُبُّ نُورٌ يُرَى فِي نِيَّةٍ صَدَقَتْ |
لا فِي احْتِفَالٍ بِمَا يُثْرِي وَمَا يُطْرِي |
الْحُبُّ لَيْسَ عُيُونًا فِي مُغَازَلَةٍ |
بِنَاعِمِ اللَفْظِ وَالوَعْدِ الذِي يُغْرِي |
أَذَاقَنِي الْحُبُّ كَأْسًا مِنْ مَرَارَتِهِ |
خَانَ العُهُودَ وَأَدْمَى القَلْبَ بِالغَدْرِ |
فَأَمْطَرَتْ لَوْعَتِي دَمْعَ الأَسَى نَدَمًا |
وَصَامَ قَلْبِي عَنِ الأَفْرَاحِ وَالبِشْرِ |
عُذْرًا فَإِنِّا عَصَيْنَا لِلْهَوَى سُنَنًا |
وَأَعْلَنَ القَلْبُ فِي شَرْعِ الْهَوَى كُفْرِي |
أَجْبْتُهَا وَشُجُونُ النَّفْسِ تَهْتِفُ بِي |
وَالعَيْنُ تَصْدُقُ مَا فِي القَلْبِ مِنْ أَمْرِ |
يَا تَوْأَمَ الرُّوحِ لَوْلا أَنَّهَا انْفَصَلَتْ |
قَبْلَ الوُجُودِ عَنِ الأَجْسَادِ فِي طُهْرِ |
لَوْلا رَأَيُتُكِ قَبْلَ الآنَ فِي قَدَرِي |
وَعِشْتُ حُبَّكِ فِي سِرِّي وَفِي جَهْرِي |
مَا جِئْتُ أَرْهِنُ رُوحِي دُونَمَا وَجَلٍ |
وَلا نَظَمْتُكِ أَبْيَاتًا مِنَ الشِّعْرِ |
إِنْ تُنْكِرِي شَجَنِي فَاللهُ أَرْحَمُ بِي |
أَوْ تَمْسَحِي أَلَمِي خَيْرٌ مِنَ النُّكْرِ |
وَالْحُرُّ يُظْهِرُ مَا تُخْفِي سَرَائِرُهُ |
وَالدَّهْرُ يَفْصِلُ بَيْنَ الْجَدِّ وَالْهَذْرِ |
قَالَتْ وَقَدْ نَظَرَتْ مِنْ خَلْفِ دَمْعَتِهَا |
فِي فَرْحَةٍ رَقَصَتْ فِي العَيْنِ وَالثَّغْرِ |
أَنْتَ الْحَبِيبُ إِذَنْ يَا خَيْرَ مُؤْتَمَنٍ |
أَنْتَ الْحَبِيبُ وَحَتَّى آخِرِ العُمْرِ |