بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى مولد الهادي
( صلى الله عليه وسلم )
تأْتي بنا الذكرى المصائب تنعق
تجتاح أُمتنا تَدِبُّ وتصعق
تغتال نوراً .. بالسنا يتعملق
تغتاب ذاتك ـ سيدي ـ تتدفـق
بالْهَزْءِ .. بالفن الرخيص عباءة
بِالْهَزْلِ بالإفكِ الصُّرَاح تُصَقِّق
تشدو وتصدح في الورى حرية
حـريـة مفقـوءة تَتَزَوَّقُ
حـرية .. ضَجُّوا لها .. يا ويلها
وُئِدَتْ عِيَانَاً في الورى تتمزق
داسوا عليها .. لم يَهُزُّوا شعرة
كُلٌّ .. يُتَاجر باسمها .. يتملَّقُ
يسطو على التاريخ يطمس دُرَّهُ
سفهاً يُعَرْبِدُ في الدجى يَتَسَلَّقُ
مُتَجَرِّئَاً .. يهجو النبي وصحبه
ما شاءت الأهواء فيهم يُلْصِقُ
هل يُبْصِرُ الشمس السنية أرْمَدٌ
بَخْسَاً يُبَاعُ بكل كَفٍ يلْعَقُ
يا سيدي عُذْرَاً .. غُرَابٌ أسْوَدٌ
يجتاح أقْصَانا .. علينا يُطْبِقُ
ليلاً نهاراً .. لا يَفُكُّ .. أواره
ملأَ الفضَا يسبي الحياة ويسرقُ
خَمْسٌ وَعَشْرٌ: كل طَرْفٍ ثُلَّةٌ
يَقْضُونَ في لَمْحٍ بِوَمْضٍ يُبْرِقُ
أحقاد أحفاد اليهود تَسَوَّدَت
تُغْرِي العـداوة بيننا وتُفَـرِّقُ
تغتال طُهْرَاً قد تَفَجَّرَ عِــزَّةً
تمضي به العليـاء شمساً تُشْرِقُ
تَكْسُوهُ من رَوْضِ الجِّنَانِ أريجها
يمشي الهوينى في الْعُبَابِ يُحَلِّقُ
يمضي على رغم الطغاة تَحَـدِّيَا
ويطوف في دنيا الورى ويُحَدِّقُ
ويود لو أن الْمُـنى لتُجيبـه
فيعود يقدح بالزناد ويرْشُقُ
مستبشراً يمضي على سُنن الهدى
يَهْوَى لِقَاء ( محمد ) يتشوق
تأْتي بنا الذكرى الرياح تُصَفِّقُ
تغزو أزاهير الرُّبَا تتفتَّقُ
رغم استعار النوء تُرْسِلُ عطرها
مَوَّارَة .. دامي الجراح تُرَتِّقُ
رغم الردى يفشو يُعَرْبِدُ في الْوَرَى
بِيضُ الأنامل بالعهود تُوَثِّـق
في كل رابية .. هنالك ثُـلة
عَضَّتْ على النور السَّنِي تَتَنَشَّقُ
فَاَجَاءَهَا إنَّ الْمَخَاضَ اَجَاءَهَا
في ظِلِّ جِذْعِ النخل نَسْمَاً يُورِقُ
الله أكْبَرُ دعـوةٌ قُدُسِيَّةٌ
تمضي على فَيِّ الزمان وَتَطْرُقُ
دانت بِعِزِّ جلالها طوعاً أتت
هذي السما والأرض كُلٌّ يُشْفِقُ
وتفتحت بين الجذور خميلةٌ
تسمو بأنْوار الهدى وتُشَقْشِقُ
فإذا العدا شرقاً وغرباً شَنَّفُوا
شَدُّوا حصاراً حولها وتحلَّقُوا
يا سيدي عُذْرَاً وأنت الأبْلَقُ
نجم سما .. مَلأَ السما تتحرَّقُ
شَوْقَاً إليه أن تُجَاورَ طُهْرَهُ
في ظِلِّ رَبٍّ بالنعيم يَصَدَّقُ
عُـذْراً إليك أنْ تُقَصِّرَ هِمَّتي
لأصوغ شعري بالتشكي أغْرَقُ
إذْ ليس غير النظم لي مِنْ حيلةٍ
صَادٍ أنا .. بجوار نهرك أشْرَقُ
أدعــوه ربي أنْ يَدَارَكَ أُمَّـةً
ضَلَّتْ سبيل رشادها تَتَزَحْلَقُ
أنْ يُسْبِغَ النُّعْمَى علينا وحــــدة
تمضي بنا زحفاً بِصَفٍّ نَسْبِقُ
النَّجْمُ .. أنت النجم في عليائه
والبدر .. أنت البدر .. كُلٌّ يعشقُ
يا من بحبك .. كُلُّ ذَرٍّ .. يَشْهَدُ
أنت السنا ولك الشفاعة مَوْثِقُ
أُمْنَنْ علينا .. أنت رحمة ربنا
فلعلنا .. بدعائكم .. قد نَلْحَقُ
.......................
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن