في آخر السّطر كتبتَ اذكريني..
عجبا لكَ!! ..
بالله عليكَ كيف أذكركَ؟!و إني ما سلوتك قطّ،و ما نسيتُك لحظة،اسمي و روحي بل ذاكرتي أنتَ ..
أ ُأفرغُ قلبي منك؟!!!! عبثا حاولت و عبثا أحاولُ .
تملأ الأشواق ذاكرتي بكَ و كلّما قلتُ امتلأتْ؛ فاجأتْني بأنّ فيها متّسعا لهمسك و شدوك و ايماءاتكَ..وحدك تجعلُ أيّامي عيدا بلون الفرح و نكهة العسل في الشفاه. وحدكَ تخرجني من بوتقة التعقّل إلى رحاب الجرأة و الجنون، و من غيابة الصّمت المظلمة إلى فضاء بوحٍ بهيج الألوان،
أصرخ،أصمتُ،أمشي الهوينا أو أركض في نفسي،أقفز داخلي من كبدي إلى وريدي،لأسقطَ قربك فأنت القاطن بين ضلوعي،و المستأثر بالروح و بالنبض؛حال صمتي و حالَ بوحي، أنتَ الساكن في جوف لغتي.و المحلّق في سماء فكري. فأكتب عنك و لكَ و أعصر من زهر الأبجديات شهد الكلام،
يا صاحبي هذه الحروف دمي،و هذه الأبجديات موطني، هي سلاف الفرح إذا عزفتْ أوتار القلب لحن الحبّ ؛و حبّك ملهمي؛فمذ عرفتك و الحرف ينصاع لصولة القلب،و لا عجب في ذلك فالحبّ لوحده معجزة الحكايات و حكايتي أنتَ و معجزتي..
و لستُ أنصفكَ إن كتبتُ عنكَ،فأنت لقلبي الخير و الفرح،و نقطة النهاية لآخر سطر من سطور أحزاني.يكفي أن أخطّ اسمك على جبين الشمس،لتتوارى خجلا،و لو كتبتَهُ على وجه الغيم لهطلَ غيثًا،و إن نسجتُهُ على وشاح الليل؛لرقصتِ النّجوم و تلألأت دهشةً.حتّى أني كلّما صافحتُ الدفتر بحرفٍ أكتبُهُ عنكَ أزهرت الهوامش قرنفلا،و نأى عنّي وجعي،فكلّما اشتّد بي الحنين إليكَ اِبتعت بسمتي بتنهيدة وجدٍ أُطْلقها في وجه الورق..
أنتَ لي الحبّ و الحبّ صدرُ الحنان ،لا يراه إلا يتيم الرّوح.و هو سلطان لا يمجّده إلا القلب العطوف،الحبّ يا رفيقي نبعٌ زلال لا يراه إلاّ ظمآن الهوى،و قلبي الظمآن ملكُ يمينكَ طوعًا لا كرهًا،
الحبّ رباط مقدّس لا تفكّ ذمّته إلا طعنة غدرٍ أو لدغة من أفعى الخيانةِ،فيا صاحبي أبشر فالقلب لكَ،و الحبّ كلّ الحب لكَ،و الذي بيننا وعد بالوصال إن شاء اللهُ عالم الغيب..
لستُ أطلب منكَ روحك،و لا عهدا بالغيب لا تعلمهُ،إنما أرتجي الوفاء ،و الوفاء ذمّة على العاتق قد تثقلهُ،و تهدّ سنون الصبر،فلن يحملها إلا كلّ ذي مروءة؛و ما عهدتك إلاّ نبيلا .
معاذ الله أن أحبّ غيركَ،أو ينبض القلبُ لغيركَ،فإن لم يجمعْنا القدر، فليبق القلبُ أجوف إلاّ من خفقات التّعب،و نبضات شقاء في روحِ تتثاقل فيها أنفاس الحياة،فالوصال غاية المحبّين،و دونه يهلك الفؤاد إذ أنّهُ يحيا بلا عضد..