لا ليس شعرا بل رُكامُ أمان
هذا الذي ألقيه في ديواني
الشعرُ وحيُ الحب في عليائـه
وتوحّدُ الإنسانِ بالإنسان
ماذا تفيدُ الأمنياتُ ودونها
صعب الذُّرى مُتمنِّع االأركان
وهجرت إغراء القصائد مُمعنا
في هجرها متأبطا نسياني
واليوم عدتُ لسوحها مستغفرا
ماكان هجرُ الشعر في إمكاني
شعري حروفُ النار حيث تناثرت
أبصرتَ أروع َما ترى عينان
أبصرتَ صحوَ دمِ غَفا شريانُه
فأفاق يتلو سورةَ َالعصيان
أبصرتَ عُقما قد تململ مؤذنا
بولادة فاستبشرتْ كفّان
هزّت بجذع النخلِ لكنْ ساقطتْ
حجرا وفوق جبينه حرفان
امضِ على اسم الله جئت مباركا
امض فمعجزةُ النبيِّ تعاني
لاتلتفت لعروبة منكوبة
حكامها موتي بلا أكفان
موتى إذا عاث الدخيلُ تعللوا
حتى أرونا النصر في الإذعان
وإذا رأينا الجهل يحرق أرضنا
قالوا: ونار العلم كالبركان
وإذا تطاولنا إلى حرية
في القول دلونا على السّجّان
فمن المحيط إلى الخليج زنازن
تأتي على الإنسان في الإنسان
ومن المحيط إلى الخليج كرامةٌ
مهدورة يندى لها الثقلان
ومن المحيط إلى الخليج معابدٌ
شيدت لغير الواحد الديّان
ومن المحيط إلى الخليج مقابرٌ
تبكي السماء عليها كلّ أوان
"طَرَفَه" على مرمى التساؤل لم يزل
يشكو ظلام الظلم حين رأني
ماذا تفيد الأمنياتُ يقولُ لي:
سيف القريب له هنا حدّان
حدٌّ يراقب نخلة إمّا رنت
للأفق في شوق بلا استئذان
ويغضّ حدّ طرفه إمّا دنا
نبت غريب من ثرى الأوطان
ياصاحبي هذا زمان أغبر
نسجت حكايته رؤى الخذلان
مازال يجري بعد أحقاب دمي
فكانني المقتول قبل ثوان
ومضى قتيلُ الشعر نحو ذهوله
الأبديّ يلهث خلفه بيتان
وأنا وشعري مفردان يسوقنا
ليلٌُ بلا قمر وطيفُ دخان