إن حياة الإنسان تفرض عليه التعامل مع الآخرين من حوله ، لذا فهي تولد تصرفات مبنية على المعاملات الحسنة . الأخلاق الحميدة هي منبعها ، والقلب هو المتحكم في تلك التصرفات. ولطالما كان اللسان سلاح ذو حدين ، فإما قول الفضيلة أو الرذيلة ، ففي حياتنا نصادف عديد الناس حيث يظهر التباين في الطباع و الذهنيات والعقليات و التوجهات ، فهي لا شك عظمة الخالق في خلقه لا جدال فيها . و الأخلاق الحميدة هي نور يضيء قلب الإنسان المؤمن و الكلمة الطيبة مفتاح لدخول قلوب الناس لما لها من صدى بالغ و مؤثر في توطيد وشائج المحبة والمودة بينهم. قال الله تعالى في محكم التنزيل :**ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 24 تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون 25**
وقد أرسل الله تعالى الأنبياء و الرسل مصطفين عن جميع العباد فكانوا ذا أخلاق رفيعة ومنهم حبيبنا محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي كان أطيبهم كلاما و ألينهم لسانا قال عز وجل : **وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ** فتصرفاته ومعاملاته جعلته عظيما في شأنه رفيع الدرجة جعل من الصاحب و العدو يشهد له بسماحته ولا أدل على ذلك ما وصل إليه الإسلام قال تعالى : **ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .** ففي رسولنا- صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في طيبته مع أعدائه. فلما فتح مكة دخل عليه الصلاة والسلام فاتحا خافت قريش من ثأره لكنه بتسامحه معهم قال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، بالرغم من الاضطهاد الذي عاناه إلا أنه كان أنموذجا متفردا في حسن التعامل مع الأشرار ، فنتيجة التعامل معهم بطيبة تكون مرهونة بمدى إحساس الضمير مع الأشخاص أ نفسهم ، والأكيد أن ترابط المجتمع وتماسكه يبدأ من الكلمة الطيبة بين أفراد الأسرة ومع الجيران والأصدقاء و الأصحاب . ومن ثمة بناء مجتمع متين القواعد ذو أرضية سليمة . و الأكيد أن الأخلاق الحميدة هي سراج الهداية والصلاح الذي يشع منه صلاح الشخص- بالدرجة الأولى- لنفسه و لغيره، يؤثر بتصرفاته الطيبة على الناس فيحبوه و يحبهم .