أحتاجُكَ..
قلْ لي.. كيفَ يكونُ ملمَسُ الهَدْهَدَةِ حينَ تزدحِمُ الزّوايا
وتُغَلّقُ الأبوابُ، و تنزاحُ الأغبِرَةُ باتّجاه سِكَكِ الكلام؟
أفقدُ في ذروَةِ الجُوعِ صَوتي..
أقترِضُ هاتِفا يعملُ دونَ صوت
و أمرّرُ عبرَهُ لاشيء، ستعرِفُ أنّي لستُ بخير،
لأنّكَ اعتدْتَني طاعِنَةً في الجُنون..
في ثرْثرَةِ النّبض،
ألتحِفُني وألُمّ ما استقامَ سليماً من عظمي عليّ،
أتّخِذُ شَكلاً لا يُشبِهُني في شَيء، علّ الأُنسَ يتعثّرُ فِي انحناءاتِي الجَديدةِ، أقاوِمُ ما يكسِرُنِي نِصْفَينِ لأنكَسِرَ نِصْفا واحِدا.. إذْ لا مَجالَ لديّ لأتجزّأ أكثَر،
أقلّبُ وِجْهَةَ غِطائِي،
أعجِنُ الوِسادَة كَيْ تبدُوَ أكبَرَ حَجما فيغرَقَ بها رأسِي المِسمَار،
أضُمُّ نَفْسِي لنَفْسِي في حديثٍ بيننا لا يطولُ سِوَى سَبعٍ و عشرينَ سَنةً قابلةٍ للزّيادَةِ مع كلّ يوم،
يكسِرُني ظَهري>>> مضربُ الشّمسِ والأحمال..
أتقلّبُ ذاتَ اليمينِ يمينِ وَجهي، وذاتَ الشّمال شمالِه.. لأستِقرَّ جنوبَه أغلبَ الوقت.. فلستُ أقوى تقوّسا لوجهِي في الجانِبِ الآخر..
تزدادُ الزّوايا حِدّةً في صَدرِيَ الطّفلِ فلا أصرُخ..
وهكذا...
هكذا تماما أحتاجُكَ..
ماذا لو ؟؟؟ قلْ لي
ماذا لو...
صرتَ الوجَعَ الأوحدَ حيثُ ثقوبُ القلبِ بذاتِ الحجم
و حيثُ وريدِي يربِطُ في ذاتِ الثّقبِ الأوّل خيبتِنا،
يتفنَّنُ في العقدَةِ، يطوِي نَفسِي بينَكَ فِيَّ، أوَ كُنتَ لِتَدْرِي أنَّ الوَهَنَ تسلّقَ جِدارِ صَوتِي الموصولِ بصَوْتِك حينَ قلتَ لي غدا: وداعا...
؟؟؟
أتأمَّلُ سقفَ خَيبتي الجدِيدة..
لماذا يَعلُو؟
ثُقبُ قلبِي صارَ بِحجمِ قَبر...
والوجَعُ يتلذَّذُ بالفَيضان... يتكاثَرُ بكلِّ لغاتِ العدّ...
عبلة الزّغاميم
27-2-2013