|
يا موطناً تزهـو بـهِ البلـدانُ![](clear.gif) |
و زَهَت بِشُمِّ جبالـهِ الشطئـانُ |
يا موطن البيتِ الحرامِ تعاظمـت![](clear.gif) |
فيكَ القداسةُ وارتضى الرحمـنُ |
يا موطناً عـاشَ النبـيُّ بأرضـهِ![](clear.gif) |
تهفـو لـهُ الأرواحُ والأبـدانُ |
ياموطناً رفعَ الصحابـةُ صرحَـهُ![](clear.gif) |
والتابعونَ بما ارتضـى الدّيـانُ |
وتعاقبَ النهجُ الإلهـي شِرعـةً![](clear.gif) |
للمسلميـنَ نمـارقٌ وجِـنـانُ |
حتى انبرى صقرُ الجزيرةِ حاكماً![](clear.gif) |
بالحقِ فازدانـت لـه الأكـوانُ |
وسَمَا فاسبـلَ للأنـامِ سحابَـهُ![](clear.gif) |
فهَمَـا عليهـم جـودُهُ الهتّـانُ |
ومضى يثبّتُ للشمـوخِ بنـاءَهُ![](clear.gif) |
مُستلهماً مـا شـرّعَ الفرقـانُ |
أرسى بحكمـةِ حاكـمٍ ميزانـهُ![](clear.gif) |
فالناسُ تحـتَ لوائِـهِ إخـوانُ |
مضتِ الدهورُ ولم تُغيّـر نهجَـهُ![](clear.gif) |
لم تثْنـهِ عـن عزمـهِ الأزمـانُ |
ومضى إلى فردوسِ ربٍّ راحمٍ![](clear.gif) |
بيـديـهِ بـردُ العـفوِ والـغفرانُ |
وتعاقبَ الأبناء في دربِ التُقـى![](clear.gif) |
حُكماً وعدلاً فاستـوى الميـزانُ |
رضي الجميعُ بحكمهم فتَزَيَّنَـت![](clear.gif) |
أرضٌ يقـدِّسُ تُرْبـهـا السكّـانُ |
ومضوا وخَلّدتِ العصورُ فعالهـم![](clear.gif) |
لايجرمـنْ إنصافهـم شنـئـانُ |
تبقى سجاياهم تنيرُ قلوبَــنا![](clear.gif) |
فـعطاؤهم لم يـمحُهُ النسـيـانُ |
حتى أتى صقرُ العروبـةِ واعتلـى![](clear.gif) |
صرحَ البـناءِ ودُعِمَـتْ أركـانُ |
ملكٌ تواضعَ فـي ذُرى عليائـهِ![](clear.gif) |
وكـذا ينـالُ وفـاءَنـا الرُبّـانُ |
مَلِكٌ وتلكَ خِصالـهُ محمـودةٌ![](clear.gif) |
نـهرُ السخاءِ ودربُـهُ الإحسـانُ |
قـادَ البـلادَ بـهمّةٍ وثـابـةٍ![](clear.gif) |
فـبلادُنـا عـن غيرها..شتّـانُ |
مَلِكٌ عَهِدنـا بذلـَهُ و عطـاءَهُ![](clear.gif) |
لـم يُوفِـهِ شِــعـرٌ ولا أوزان |
ما كفَّ عن إحسانـهِ وسخائِـه![](clear.gif) |
بـحـرُ الفضائـلِ جـودُهُ الرّيـانُ |
مَلِكٌ تسامى عن ضغينةِ حاقـدٍ![](clear.gif) |
دأبَ الـكـرامِ فـقلـبُـهُ تحْـنـانُ |
جئنا نبايعـهُ بعـهـدٍ صـادقٍ![](clear.gif) |
نحنُ الذيـــنَ لِعَهدِهم قد صـانوا |
جئنـا نجـددُ بالـولاءِ وفاءنَـا![](clear.gif) |
جئـنا ونبـضُ قلوبنـا عنـوانُ |
يا خادمَ البيتينِ شُدْتُ قصائدي![](clear.gif) |
وزهـا القريضُ وزانهُ الــتِبيانُ |
الشعبُ يابنَ الأكرمينَ قلوبُهـم![](clear.gif) |
تُزجـيكَ حبّــاً نهـرهُ الخَفَقـانُ |
شعبٌ تشبّـعَ بالوفـاءِ سجيّـةً![](clear.gif) |
فَنَمـَت بحـبِ بـلادهِ الغِلمـانُ |
ياقائـداً جمـعَ القلـوبَ بحبـهِ![](clear.gif) |
و يَمـينـُهُ الإنصـافُ والرضـوانُ |
فيضٌ من الجودِ السخيِّ ورحمـةٌ![](clear.gif) |
عـمّت فتلـكَ بجــودهِ الوديـانُ |
الصارمُ العضبُ الذي لا يرعوي![](clear.gif) |
نـارٌ يؤجـجُ وقـدَهـا بُركـانُ |
و وليُّ عهـدِكَ صارمٌ لا ينـثـني![](clear.gif) |
سـنـدُ المسيـرةِ إذ سما البـنيانُ |
يا موطنـاً تهفـو لـهُ أرواحُنـا![](clear.gif) |
عِشقاً فليس كمثلِـهِ الأوطـانُ |
يا موطنـاً جمـعَ المعالـي جمّـةً![](clear.gif) |
لم يحْوِها أبـدَ الدهـورِ مكـانُ |
سَتَظلُّ أرضي لا تَديـنُ لخائـنٍ![](clear.gif) |
فالأرضُ بِكـرٌ والمكـانُ أمـانُ |
ولَسوف يستبقُ الخوارجُ حَتْفَهم![](clear.gif) |
فلكـلِ شـرٍ مـوعـدٌ وأوانُ |
فالعهدُ أن تروي الترابَ دماؤنـا![](clear.gif) |
بَـذْلاً فليـس بصفِّنـا خـوّانُ |
فالموتُ في يـومِ الفـداءِ بعِـزَّةٍ![](clear.gif) |
والعيشُ وِفـقَ مرامهـم سِيّـانُ |
وقد افتدينا كـلَ شبـرٍ ضمّنـا![](clear.gif) |
منّا الوفاءُ ..وشأنُنـا العرفـانُ |
لم يثننا حبُ الحيـاةِ ..فأرضُنـا![](clear.gif) |
رَجَحَت.. ولم ترجحْ بها الأثمـانُ |
تلكَ العهودُ وذاكَ صدقُ وفائنِـا![](clear.gif) |
ويزيدُها يومَ الوغـى البرهـانُ |
وطني سيبقـى للأنـامِ منـارةً![](clear.gif) |
رمزَ النقـاءِ ونهجـهُ القـرءانُ |
وطني سيمضي صانعوهُ بعزمِهـم![](clear.gif) |
رغمَ الخطوبِ وكلُنـا أعـوانُ |