|
عزيزُ أنت يا خلقَ النبيِّ |
وكم وفيت في نهج العليِّ |
(فمن أوفى) من الرحمن عهدا |
أو الذكرى لدى النهجِ الوفيِّ |
سلوا ألازمان عن ماض تولى |
عن الجيل الرواحل والأبيِّ |
و من يهرع إلي دقات ضيف |
أهاج حنين ذو القلب الشجيِّ |
و ماج الحب في صدر كطفلٍ |
و طفَّ الشوقُ ما يبخل بفيِّ |
خديجة حُبُّه رَحَلَتْ لربٍّ |
وَ بعثَ وفاؤُه عهدَ النجيِّ |
وزينب حين يأوي الحِبُّ تحنو |
وكم يمضي على دربٍ غويِّ |
هو ابنُ الخالةِ إن فرَّقه دينٌ |
أُجيرُ - ووالدُ الولدِ الحفيِّ |
وتعتقه بعقد شفَّ ذكرى |
رسولِ اللهِ لم تبخل بشيِّ |
وماتت لم يطق بالخلف صبرا |
ففارق شُقَّةَ الزمن الخليِّ |
ليلحقها بدار الخلد صبٌّ |
تَرَضَّبَ من محبته بريِّ |
فريدٌ جوفَ عقدِ خلاقَ قومٍ |
وَ دُرَّتُهُ على جيدِ التقيِّ |
يقارعُ في مزاياهُ أخاه |
من الصدق المبجَّل و النديِّ |
فما عرِف الوفا إلَّا أناسٌ |
سليمي القلب في صدرٍ نقيِّ |
من الرحمن أمر مستجاب |
وقدوتهم بنهجهم الجليِّ |
ولست تراهمُ إلا لِمامًا |
كعودةِ بدرِنا الزَّاهي الغنيِّ |
إذا وفَّي الخليلُ إلي خليلٍ |
يبيتُ الكونُ في ثوبٍ وَضِيِّ |
وإن خانَ الصِّحابُ عهود صَحْبٍ |
يَشُقُّ أضالعًا غدرُ الصَّفيِّ |
ويمضي بَيْنَ ركبِ الناسِ ميتًا |
وَ حَجْمُ الجُرحِ كالكونِ الخفيِّ |
فمَنْ لزمَ الوفا يرضي ألَاها |
وَ في شُحِ الوفا قطْعُ الوليِّ |
وما نقصٌ كغدر ذئابُ خلقٍ |
إذا غارَ الجِدى جادوا بغيِّ |
إذا نُزِعَ الوفاءُ مِن السَّجايا |
فما نفعٌ لميْتٍ أوْ لِحيِّ |