من يأتي بمثل هذا البيت ليس عليه أن يخاف مطالع القصائد ..
ما شاء الله تبارك الله , بيت رائع قوي :
بدأت البيت بالنداء , و النداء أسلوب من أساليب الإنشاء , و الإنشاء أقوى من الخبر ,
ثم أتبعته في الشطر الثاني ( العجز ) بسؤال , والسؤال أسلوب إنشائي ,
و هكذا أسلوبان إنشائيان في بيت واحد , و هذا ما أعطى البيت قوة .
كذلك لم تستعمل فيه العطف و لا الاستئناف ولم تكرر معنى و لم تأت بحشو كلام ,
إذ أن رفع أية كلمة يضعضع البيت , عدا قد , إلا أن هذه الزيادة في المبنى , أفادت زيادة في المعنى ,
فقد أفادت التوكيد .
و البيت احتوى بين جنبيه أربع جمل , و هذا دليل تكثيف و التكثيف قوة ,
أضف إلى ذلك إتيانك بالجناس التام الجميل هوى في عروض و ضرب البيت و هذا من الإدهاش .
و قد خلا البيت من الثقل و الركاكة , بل سلسا منسابا لاحتوائه ثمانية مدود تفيد االاسترسال الصوتي .
و ماقيل في هذا البيت ينطبق على البيت الثاني , لأنه على نفس النمط , غير أن هذا البيت احتوى الجناس الذي خلا منه البيت الآخر ,
و بذلك استحق أن يكون الأقوى .
ثم تأتي يا صديقي لتقول لي كنت في حيرة , و أصابك استعصاء .
أحسنت و أجدت , و لننطلق إلى قصيدتك بتؤدة , نقسمها إلى المطلع الذي هو جزء هام من المقدمة التي فيها على الفكرة العامة ,
وهذه يجب أن تكون مكثفة و لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أبيات , ثم تنطلق إلى أفكار ثانوية , تصب في نفس الموضوع ,
و كلما فرغنا من فكرة انتقلنا إلى الأخرى ثم بيت الخاتمة و الذي يجب أن يكون قويا كالمطلع ...
محبتي لك و تقديري و ثنائي .