أتـى نــور الـهـُدى مـن ذي الجـلال * فـسـاد الأمـن فـي أمـم الضـلال
أحـق الـحـق مـا عـنـه تـلـهـَّﯽ * ولا خـشـي الـمـلامـة مـن ﻋـُذَال
كـلامـي مـا يـزيـد لأحـمـدٍ؟ مـا * يـزيـد لـه بـمـدح مـن مـثـالي
مـديـحي لا يـضيـف لطـٰـﻪ شـيـئا * سـوى أنـي بـه أرجـو وصـالي
فـربـي خـصـه مـن كـل فـضـل * وزاده رأفــــة فـوق الجـمـال
رقـيـق الـحـس مـرهـفـه لـطـيـف * كـنـفـح نـسـائـم بـنـدى الطِّـلال
يـزول كـلامـيَ الـواني و لـكـن * لـنـوره أي نـعـم مـا مـن زوال
فـمـا فـطـر الرقـيـب لـه مـديـن * أمـا نـشـر الـسـنا وسـط الظـلال
فـلـو مـا كـان لا كـان الـبـرايـا * ولا جـبـل الـوجـود على الـكـمـال
مـنـاقـبـه لـكـم كـانـت مـنـارا * لـمـن رام الـمـفـازة بالـمـعـالي
فلـيـس لمـخـلـف لـه من نـجـاة * أضـال يـهـتـدي يـومـا بـضال
و ذو لــــب إذا جـعـل الـمـرجـى * وصـال مـحـمـد سـهـر الـلـيـالي
ومـا وصـل الـرسـول بـنـفـخ شـدق* ولـكـن وصـلـه بـتـُقـى الـخـصـال
ومـا تـقـوى الـقـلـوب بـشـكـل زي * فـتـقـواها مـآق فـي انـهـمـال
وتـرك الـطـيـب الـغـالـي بـزهـد * يـعـيـن المـرء عـن هـجـر الحـلال
وإمـساك عـن الشـهـوات طـوعـا* وعصـب البـطـن بالحـجـر الـثـقال
عـلى الـضراء صـبـر و الـعـوادي * لـيـغـنـي عـن دعـا عـم و خـال
ألا هـل لـلـمـغـرر مـن مـجـيـر * مـن أمـر الله مـن صنـو و والي
أ خـلـي فـقـت كـل بـديـع قـول * فـأنـى لـي بـوصـف أو مـقـال
إذا مـا تـسـعـف الـذكـرى يـراعـي * فـنـاء ٍ كـل ذكـرك عـن الـخـيـال
بـهـاؤك جـاوز الأوصـاف حـبـي * بـيان ذوي البـيـان لعـمـر خـالي
من أسـماء لـما لـك مـن مـزايـا * تـجـلـت فـي المـبـادئ و الخـلال
لأنـت مـن السـلام لـنـا سـلام * فـأعـظـم مـن مـقامـك جـد عـال
حـكـيـم الدأب أنـت أيـا إمـامـا * وإن فـي الـقـول أو شـرف الـفـعـال
تـجـاوز نـبـلـك الـجـوزاء قـدرا * بـحـلـمـك قـد تـجـاوزت الأعـالي
ظـلام الـجـهـل أنـت مـحـوتـه مـا * تـركـت لأهـل جـهـل مـن مـجـال
جـهـادك كـان فـي الله الـقـصـارى * وكـنـت لـخـيـرنا خـيـر الـرجـال
أيـا أسـمـى الورى خـلـقـا و خـلـقا * أيـا أهـل الـجـدى جـد بـالـنـوال
فـمـا أنـت الـذي يـنـفي جـوابا * و لا مـن إن يـلاق فـبـالـقـُلال
أسـائـلـك الـشـفـاعـة يـوم حـشـر * هـلا اشـفـع لي ولا تـهـمـل سـؤالي
رسـول الله إنـي فـي سـقـام * و عـافـيـتـي إذا ألـفـي مـنـالي
رسـول الله إنـي فـي حـمـاك * حـمـاك أحـب من كـنـز الـلآلي
رسـول الله مـعـذرة فـإنـا * غـويـنـا مـثـلـمـا غـي الأوالي
وعـاجـلـة تـبـعنـاهـا كـأنـا * إلـيـهـا قـد شـددنـا بـالـعـقـال
يـسـيـر الـناس فـي سـبـل الـخـطايا * و ظـنـهـم ْ أنـهـا سـبـل اعـتـدال
إذا هـبـت بـهـم ريـح النـُّـﻌـﺎمى * تـمـيـلـهـمُ كـمـا ريـح الـشـمـال
تـقـلـبـهـم تـقـلـب سـَمـْﺞ روح * كـجـّد ِه هـزلـُه حـال بـحـال
تـراه عـلـى سـفـاهـتـه يـغـالي * عـظـيـمُ هـواه فـي قـيـل و قـال
صـنـوف الـلـهـو قـد بـاتـت وبـالا * ومـن لـبـلائـنـا فـيـنا يـبـالي
فـطـيـش عـيـشـنـا شـطـط مـبـين * فـمـنـا إن أضـعـنـا كـل غـال
مـحـجـة سـيـد الـدنـيـا أراهـا * غـدت طـمـسـا و كـل عـنـه سـال
وأمـا الـمـحـدثـات فـذات شـأن * كـتـاج أصـبـحـت فـوق الـقـِﻼل
فـمـا بـَدَعَ الـغـريـب لـه فـُتـون * نـظـيـر فـُتـوِن غـِيـدٍ فـي الـدلال
وأمـا أهــل أخـلاق و ديـن * فـضـربـا بـالخـِفـاف عـلـى القـَذال
جـمـوع الـواعـظـيـن لـفـي ازدراء * فـحـزبـهـم ُ سـحـاب فـي انـحـلال
أجـل صـرنا سـدى لـما انـشـغـلـنا * بـجـمـع بالـيـمـيـن و بالشـمـال
فلا الـدنـيـا بـمـخـلـصـة لـغـاو * ولا الـجـاه الـمـوَرَّث ُ بـالـمـثـالي
حـلـيـف الـذل لـيـس لـه ولـي * حـلـيـف الـذل دومـا في ا لسـَّفال
وأمـا ذو الإبـاء فـفـي أمـان * ألا فـعـزيز نـفـس في التـعـالي
فـلـو نـرعى الأمـانـة مـا سـقـيـنا * كـؤوس الخـزي مـن لـدن الدِّخـال
ولا ذقـنـا الـمـهـان عـلـى أيـادي * أعـاديـنـا الأعـاجـم في اعـتـلال
نـزلـنـا أسـفـل الـدرجـات هـونـا * ومـا زال النـزول عـلـى الـتـوالي
ولا أدري مـتـى يـرسـو الـتـهـاوي * بـلـى صـار الـرسـو مـن الـمـحـال
ولا كـيـف الـشـفـاء مـن ألـف داء * تـفـشـى بـيـنـنـا شـر المـِـحال
تـضـاءل وعـيـنـا فـتـر التـروي * و كـل أمـورنـا مـحـض الـخبـال
نـسـينـا أن فـي الـعـمـل اسـتـقـام * إذا مـا يـسـتـقـيـم لـه الأهـالي
نـمـنـي النـفـس من عـلل الـسجـايا * فـلا ظـفـر نـعـد لـه الـعـوالي
نـصـيـب الـغـفـل من كـرم الأمـاني * نـصـيـب الـظامـئ الـسـاري لآل
من اسـتـحـلى الـتـواكـل والـتـمـني * ثرى حـيـنا يـعـش تـحـت الـنـعـال
تـرى مـاذا نـهـيـئ للـمـنـايـا * تـواعـدنا الـقـتـال بـلا سـجـال
فـمـا قـط اعـتـبـرناها خـصـيـما * و نـحـن أغـِرَّة ٌ عـنـد الـنـزال
بـهـا لـم نـتـعـظ فـذواتـنـا قل * لـقـد وجـدت كـمـا صـُمُّ الجـبـال
كـأنـا خـالـدون فـلـيـس نـاع * سـيـنـعـانـا ولـسـنـا كـالـخـوالي