مُربّي الجراد الأسود
جرادٌ وما مِثلهُ مِن جرادْ
لهُ في الرُّبا كُلَّ يومٍ حصادْ
تراهُ الدُّنا فاتحاً ثغرهُ
كَمَنْ عاشَ عهداً بها دونِ زادْ
يمدُّ يديهِ بطِول المَدى
ومِن سَمّ خيطٍ يصيدُ المُرادْ
بعينِ الصقورِ يطوفُ الرُّبى
جِناحاهُ ظلٌّ على كُلِّ وادْ
إذا اخضرَّ روضٌ عليهِ نما
فيحسوه حتى بقايا الرمادْ
فأضحت رياضي على حسرةٍ
لأنّ جراداً يُربّي جرادْ
يُوسوسُ كيف ابتلاع المُنى
يُفقّهُ درساً بهِ الاصطيادْ
وكيف يبيعُ ثرى موطني
يُعلّقها في نوادي المزادْ
ومنهُ خشيتُ على سُرّتي
يُعشعشُ فيها يعيثُ الفسادْ
لأصبحَ يوماً ذبيحاً لها
وتلبسُ أمّي عليّ السوادْ
وحين الجرادَ أتتها يدي
تصيحُ لتبقى وتسعى الجِهادْ
وترمي علينا شِهابَ الردى
وتحسو دمي في كؤوس العِنادْ
ألا يا جرادَ الخرابِ ارحلي
فقد زال عنّا غُبارُ الرُّقادْ
وهبّ شبابُ بلادي الأبي
كطوفان نوحٍ لحُكمٍ مُبادْ
مارس/2011م